للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إسماعيل وضيعا من الكلام الذي تكلم به إلى أن مات. قلت: أليس قد رجع وتاب على رءوس الناس؟ فقال: بلى ولكن ما زال مبغضا لأهل الحديث بعد كلامه ذاك إلى أن مات، ولقد بلغني أنه أدخل على محمّد بن هارون- ثم قال لي ابن هارون- قلت: نعم أعرفه قال: فلما رآه زحف إليه وجعل محمّد يقول له: يا ابن .. يا ابن. تتكلم في القرآن!؟ قال: وجعل إسماعيل يقول له: جعله الله فداه زلة من عالم جعله الله فداه زلة من عالم ردده أبو عبد الله غير مرة وفخم كلامه، كأنه يحكي إسماعيل.

ثم قال لي أبو عبد الله: لعل الله أن يغفر له بها- يعني محمّد بن هارون- ثم ردد الكلام وقال: لعل الله أن يغفر له لإنكاره على إسماعيل. ثم قال: بعد هو ثبت- يعني إسماعيل- قلت: يا أبا عبد الله إن عبد الوهّاب قال: لا يحب قلبي إسماعيل أبدا لقد رأيته في المنام كأن وجهه أسود، فقال أبو عبد الله: عافى الله عبد الوهّاب. ثم قال:

كان معنا رجل من الأنصار يختلف، فأدخلني على إسماعيل فلما رآني غضب وقال:

من أدخل هذا عليّ؟ فلم يزل مبغضا لأهل الحديث بعد ذاك الكلام، لقد لزمته عشر سنين إلّا أن أغيب، ثم جعل يحرك رأسه كأنه يتلهف ثم قال: وكان لا ينصف في الحديث. قلت: كيف كان لا ينصف؟ قال: كان يحدث بالشفاعات، ما أحسن الإنصاف في كل شيء.

وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله، حدّثنا يعقوب قال: سمعت سليمان بن حرب يقول: حمّاد بن زيد في أيّوب أكثر من كل من روى عن أيّوب. قال: أما عبد الوارث فقد قال: كتبت حديث أيّوب بعد موته بحفظي، ومثل هذا يجيء فيه ما يجيء وكان يثنى على وهيب بن خالد، إلّا أنه يعرض به أنه كان تاجرا قد شغله سوقه. وأما إسماعيل فكان يعرض فيما دخل فيه، فحضرته يوما وكهل من أهل بغداد يكلمه، ويفخم أمر إسماعيل ويعظمه، وسليمان يأبى عليه، حتى قال: صار إليكم فرخص إليكم في شرب المسكر، وعن من أخذ الأمانة؟ أراد المذاهب، فقال البغدادي: يا أبا أيّوب كنت إذا نظرت في وجهه رأيت ذاك الوقار. وإذا نظرت في قفاه رأيت الخشوع، فقال سليمان: وكان ينبغي أن ينسلخ من مجالسة أيّوب ويونس وابن عون.

قلت: وقد روى عن ابن عليّة في القرآن قول أهل الحق.

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ، حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار قال: حدّثنا عبد الصّمد بن يزيد مردويه قال: سمعت إسماعيل ابن عليّة يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق.

<<  <  ج: ص:  >  >>