للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حدّثنا ابن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم قال: سمعت أبا الفضل محمّد بن إبراهيم يقول: سمعت أحمد بن سلمة يقول: سمعت أبا حاتم محمّد بن إدريس الرّازيّ يقول: ذكرت لأبي زرعة إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ وحفظه للأسانيد والمتون، فقال أبو زرعة: ما رؤي أحفظ من إسحاق. قال أبو حاتم: والعجب من إتقانه وسلامته من الغلط، مع ما رزق من الحفظ. قال أحمد بن سلمة: فقلت لأبي حاتم: إنه أملى التفسير عن ظهر قلبه. فقال أبو حاتم: وهذا أعجب، فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها (١).

أخبرنا هناد بن إبراهيم النسفي، حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ- ببخارى- حدّثنا خلف بن محمّد قال: سمعت أبا علي البزّاز الحسن بن الحسين يقول: سمعت محمّد بن حميد بن فروة يقول: سمعت قتيبة بن سعيد يقول:

الحفاظ بخراسان إسحاق بن راهويه، ثم عبد الله بن عبد الرّحمن السمرقندي، ثم محمّد بن إسماعيل.

أخبرنا محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ الحافظ، أخبرني أبو محمّد بن زياد قال: سمعت أبا العبّاس الأزهري يقول: سمعت علي بن سلمة اللبقي يقول: كان إسحاق عند الأمير عبد الله بن طاهر وعنده إبراهيم بن أبي صالح، فسأل الأمير إسحاق عن مسألة فقال إسحاق: السنة فيها كذا وكذا، وكذلك يقول من سلك طريق أهل السنة، وأما أبو حنيفة وأصحابه فإنهم قالوا بخلاف هذا. فقال إبراهيم: لم يقل أبو حنيفة بخلاف هذا، فقال إسحاق: حفظته من كتاب جده وأنا وهو في كتاب واحد، فقال إبراهيم: أصلحك الله كذب إسحاق على جدي، فقال إسحاق: ليبعث الأمير إليّ أجزاء كذا وكذا من جامعه، فأتى بالكتاب، فجعل الأمير يقلب الكتاب، فقال إسحاق: عد من الكتاب إحدى عشرة ورقة، ثم عد تسعة أسطر، ففعل، فإذا المسألة على ما قال إسحاق، فقال الأمير عبد الله بن طاهر: قد تحفظ المسائل، ولكني أعجب لحفظك هذه المشاهدة! فقال إسحاق: ليوم مثل هذا، لكي يخزى الله على يدي عدوا مثله.

أخبرنا محمّد بن علي بن مخلد الورّاق، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا أحمد بن كامل قال: قال عبد الله بن طاهر لإسحاق بن راهويه: قيل لي إنك تحفظ


(١) - انظر الخبر في: تهذيب الكمال ٢/ ٣٨٥ - ٣٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>