للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخبرني الأزهري، حدّثنا عبيد الله بن إبراهيم القزاز، حدّثنا جعفر الخالدي قال:

حدّثني أبو حامد أحمد بن خالد الحذاء قال: سمعت إبراهيم الحربيّ يقول: ما أخرجت بغداد أتم عقلا، ولا أحفظ للسانه، من بشر بن الحارث، كان في كل شعرة منه عقل، وطئ الناس عقبه خمسين سنة، ما عرف له غيبة لمسلم، لو قسم عقله على أهل بغداد صاروا عقلاء، وما نقص من عقله شيء (١).

أخبرنا الحسن بن أبي بكر حدّثنا أبو على عيسى بن محمّد بن أحمد الطومارى قال: سمعت إبراهيم الحربيّ يقول: ما رأيت بعيني قط أفضل من بشر بن الحارث- وقد ذكر عنده.

أخبرنا عبد الكريم بن هارون القشيري النّيسابوريّ قال سمعت محمّد بن الحسين السّلميّ يقول سمعت أبا الفضل العطّار يقول سمعت أحمد بن على الدمشقي يقول، قال لي أبو عبد الله بن الجلاء: رأيت ذا النون- وكانت له العبارة- ورأيت سهلا- وكانت له الإشارة- ورأيت بشر بن الحرث- وكان له الورع- فقيل له: إلى من كنت تميل؟ فقال: بشر بن الحارث أستاذنا.

هكذا قال في هذه الحكاية، وأحمد بن يحيى الجلاء لم ير بشرا ولم يدركه، وإنما أبوه يحيى أدركه وصحبه، فالله أعلم.

أخبرنا على بن محمّد بن عبد الله المقرئ الحذاء أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمّد ابن سلم الختلي حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الخالق حدّثنا أبو بكر المروذي قال سمعت أبا عمران الوركانى يقول: تخرق إزار بشر فقالت له أخته: يا أخى قد تخرق إزارك، وهذا البرد، فلو جئت بقطن حتى أغزل؟ قال فكان يجيء بالإستارين والثلاثة (٢) قال فقالت له: إن الغزل قد اجتمع أفلا تسلم إزارك إن أردت السرعة؟

فقال لها هاتيه. قال فأخرجته فوزنه وأخرج ألواحه وأخذ يحسب الأساتير، فلما رآها قد زادت فيه قال كما أفسدتيه فخذيه. وقال المروذي سمعت بعض القطّانين يقول:

أهدى إلى أستاذ لي رطب، وكان بشر يقيل في دكاننا في الصيف، فقال له أستاذى:

يا أبا نصر هذا من وجه طيب فإن رأيت أن تأكله، قال فجعل يمسه بيده، قال ثم ضرب بيده لحيته وقال: ينبغي أن أستحيي من الله أنى عند الناس تارك لهذا وآكله في السر.


(١) - انظر الخبر في: تهذيب الكمال ٤/ ١٠٦ - ١٠٧.
(٢) الإستار: في العدد أربعة، وفي الزنة أربعة مثاقيل ونصف (القاموس).

<<  <  ج: ص:  >  >>