فاعفو عفا الله عمّا أنت راهبه … يوم القيامة إذ يهدى لك الظّفر
قال: فلما سمع هذا الشعر قال ﷺ: «ما كان لي ولبنى عبد المطّلب فهو لكم»(١).
وقالت قريش: ما كان لنا فهو لله ولرسوله. وقال الأنصار ما كان لنا فهو لله ولرسوله.
قال الطبرانيّ: لا يروى هذا الحديث عن زهير بن صرد إلا بهذا الإسناد، وتفرد به عبيد الله بن رماحس، وكان قد أتى عليه عشر ومائة سنة، ورأيته قد علا شجرة التين يلتقط منه! أخبرنا أبو على محمّد بن وشاج حدّثنا عبد الصّمد بن أحمد بن حنش الخولاني قال أنشدنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن زياد قال أنشدنا المعوج الأنطاكي لنفسه في بدر الحمامي- وسقط عن فرسه ففصد-:
لا ذنب للطّرف إن زلّت قوائمه … وليس يلحقه من عائب دنس
حملت بأسا وجودا فوقه وندى … وليس يقوى بهذا كلّه الفرس
قالوا فصدت فما خلق به حرك … خوفا عليك ولا نفس لها نفس
كفّ الطّبيب دعا كفّا فقبّلها … ويطلب الغيث منها حين يحتبس
أنبأنا إبراهيم بن مخلد أخبرنا إسماعيل بن على الخطبي قال: وورد الخبر في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة- يعنى وثلاثمائة- بموت بدر غلام ابن طولون المعروف ببدر الحمامي، وكان أميرا على بلاد فارس كلها وكورها، وقد طالت أيامه بها، وصلحت بمكانه، والسلطان حامد لأمره فيها، وشاكر إلى مكانه بها، فورد الخبر بوفاته، وأن ابنه محمّدا قام بالأمر هناك، وسكن الناس، وضبط ما تهيأ له ضبطه، فأمر السلطان أن يكتب إليه بالولاية مكان أبيه، ويكتب إلى من معه من القواد بالسمع والطاعة له، فنفذت الكتب بذلك، ووصلت إليه، وتأمر على بلاد فارس، وأطاعه الناس.
(١) انظر الحديث في: سنن النسائي، كتاب الهبة باب ١. والمعجم الكبير ٥/ ٣١٢. ومجمع الزوائد ٦/ ١٨٦، ١٨٧. وإتحاف السادة المتقين ٦/ ٢٦٦.