أخبرنا الحسن بن على الجوهريّ حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري حدّثني محمّد بن المرزبان قال حدّثني أحمد بن أبي طاهر حدّثنا أبو الحسن على بن يحيى بن أبي منصور. قال: كان إسحاق بن إبراهيم الموصلي إذا ذكر بشّار بن برد يستصغره ويحتقره ويعيب شعره، فقلت له: أتعيب شعره وهو الذي يقول:
إذا كان خراجا أخوك من الوهي … موجهة في كل أوب ركائبه
فحل له وجه الفراق ولا تكن … مطية رحال بعيد مذاهبه
إذا كنت في كل الأمور معاتبا … خليلك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أوصل أخاك فإنه … مقارف ذنب مرة ومجانبه
فقال لي: حدّثني أبو عبيدة قال: أنشدنى شبيل الضبعي هذه الأبيات للمتلمس وكان به عالما صادقا، لأنه من قومه وأحد رهطه، فقلت له: أفليس أبو عبيدة قال ذكرت ما حدّثني به شبيل الضبعي لبشّار؟ فقال: كذب والله شبيل، والله لقد مدحت بهذه القصيدة ابن هبيرة فأعطانى أربعين ألفا! وكيف تكون هذه للمتلمس، وما رواها أحد في شعره ولا وجدت قط في ديوانه، وبشّار يقول فيها:
رويدا، تصاهل بالعراق جيادنا … كأنك بالضحاك قد قام نادبه
ويقول فيها:
فلما تولى الحر واعتصر الثرى … لظى الصيف من وهج توقد آئبه
وطارت عصافير الشقاشق واكتسى … من الآل أمثال المجرة لاهبه
غدت عانة تشكو بأبصارها الصدى … إلى الجأب إلا أنها لا تخاطبه
فقال: هو شعر إذا تأملته مختلف مضطرب، لا يشبه بعضه بعضا، قلت: لم تقل فيه هذا وهو للمتلمس؟ وكيف يكون هذا للملتمس وما عرف بشّار بسرقة شعر قط جاهلى ولا إسلامى؟ فسكت. قال أبو بكر بن الأنباري: وفي هذا الشعر:
أخوك الذي إن تدعه لملمة … يجبك وإن عاتبته لان جانبه
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى … ظمئت وأى الناس تصفو مشاربه
أخبرني على بن عبيد الله بن عبد الغفار اللغوي أخبرنا محمّد بن الحسن بن الفضل حدّثنا أبو بكر بن الأنباري حدّثنا أبي قال: قال أبو الحسن بن حدان سمعت أبا تمام الطائي يقول: بخراسان أشعر الناس، وأشبههم في الشعر كلاما بعد الطبقة الأولى، بشّار، والسيد [الحميري] وأبو نواس، ومسلم بن الوليد بعدهم.