بالعبادة ولازمها حتى علت سنه، وصار شيخ وقته، وفريد عصره في علم الأحوال والكلام على لسان الصّوفيّة، وطريقة الوعظ، وله أخبار مشهورة وكرامات مأثورة.
وأسند الحديث عن الحسن بن عرفة.
أخبرني أبو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمّد بن أحمد بن مقبل البغدادي حدّثنا جعفر بن محمّد الخلدي حدّثنا الجنيد بن محمّد عن الحسن بن عرفة.
وأخبرني الحسين بن علي الطناجيري أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار حدّثنا ابن مخلد حدّثنا الحسن بن عرفة حدّثنا محمّد بن كثير الكوفيّ عن عمرو بن قيس الملائي عن عطيّة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور ربه»(١) ثم قرأ: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾ [الحجر ٧٥].
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري أخبرنا محمّد بن الحسين النّيسابوريّ قال:
سألت أبا القاسم النصرآباذي قلت له: الجنيد كان من أهل بغداد؟ قال: هو بغدادي المنشأ والمولد، ولكني سمعت مشايخنا ببغداد يقولون: كان أصله من نهاوند قديما.
أخبرنا الأزهري أخبرنا أحمد بن موسى القرشيّ.
وأخبرنا الجوهريّ أخبرنا محمّد بن العبّاس قالا: حدّثنا أحمد بن جعفر بن محمّد ابن عبيد الله المنادي قال: كان الجنيد بن محمّد بن الجنيد قد سمع الحديث الكثير من الشيوخ، وشاهد الصّالحين وأهل المعرفة، ورزق من الذكاء وصواب الجوابات في فنون العلم ما لم ير في زمانه مثله، عند أحد من قرنائه، ولا ممن أرفع سنا منه، ممن كان ينسب منهم إلى العلم الباطن والعلم الظاهر، في عفاف وعزوف عن الدنيا وأبنائها، لقد قيل لي: إنه قال ذات يوم: كنت أفتى في حلقة أبي ثور الكلبيّ الفقيه ولي عشرون سنة.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري أخبرنا محمّد بن الحسين النّيسابوريّ قال:
سمعت أحمد بن محمّد بن زكريّا يقول سمعت أحمد بن عطاء الصّوفيّ يقول: كان الجنيد يتفقه لأبي ثور، ويفتي في حلقة أبي ثور بحضرته.
(١) انظر الحديث في: سنن الترمذي ٣١٢٧. والمعجم الكبير ٨/ ١٢١. وفتح الباري ١٢/ ٣٨٨. وكشف الخفا ١/ ٤٢. وتنزيه الشريعة ٢/ ٣٠٥. وإتحاف السادة المتقين ٦/ ٥٤٤، ٧/ ٢٥٩.