أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن عثمان البجلي قال سمعت جعفر بن محمّد الخلدي قال حضرت شيخنا جنيدا- وسأله ابن كيسان النّحويّ عن قوله تعالى: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى﴾ [الأعلى ٦] فقال له جنيد: لا تنسى العمل به. قال: وسأله أيضا فقال له في قوله تعالى: ﴿وَدَرَسُوا مَا فِيهِ﴾ [الأعراف ١٦٩] فقال له الجنيد: تركوا العمل به. فقال ابن كيسان لجنيد: لا يفضض الله فاك.
أخبرنا أبو حازم الأعرج- عمر بن أحمد بن إبراهيم الحافظ بنيسابور- أخبرني محمّد بن نعيم الضبي أخبرني أبو بكر بن أبي نصر المروزيّ. قال: سمعت فارسا البغدادي يقول قال الجنيد بن محمّد: كنت إذا سئلت عن مسألة في الحقيقة لم يكن لي- يعنى فيها- منازلة أقول قفوا على. قال فارس: فكان يدخل فيعامل الله بها ثم يخرج ويتكلم في علمها! أخبرني أحمد بن علي بن الحسين المحتسب أخبرنا محمّد بن الحسين بن موسى الصّوفيّ. قال سمعت محمّد بن عبد الله الرازي يقول سمعت الحريري يقول سمعت الجنيد يقول: ما أخذنا التصوف عن القال والقيل: لكن عن الجوع وترك الدنيا، وقطع المألوفات والمستحسنات، لأن التصوف هو صفاء المعاملة مع الله، وأصله التعزف عن الدنيا، كما قال حارثة: عزفت نفسي عن الدنيا. فأسهرت ليلى وأظمأت نهاري.
أخبرني عبد الصّمد بن محمّد بن الخطيب حدّثنا الحسن بن الحسين الشافعي قال سمعت جعفر بن محمّد بن نصير يقول: سمعت الجنيد يقول: رأيت إبليس في النوم فقلت يا لص أيش مقامك هاهنا؟ فقال: وأيش ينفعني قيامي لو أن الناس كلهم مثلك ما نفعتني لصوصيتي شيئا.
أخبرنا إسماعيل الحيري أخبرنا محمّد بن الحسين قال سمعت جدي إسماعيل بن نجيد يقول كان يقول كان يقال: إن في الدنيا من هذه الطبقة ثلاثة لا رابع لهم، الجنيد ببغداد، وأبو عثمان بنيسابور، وأبو عبد الله بن الجلا بالشام.
وقال محمّد بن الحسين سمعت عبد الواحد بن علي يقول سمعت عبيد الله بن إبراهيم السوسي يقول: لما حضرت سريا السّقطيّ الوفاة قال له الجنيد: يا سرى، لا يرون بعدك مثلك. قال: ولا أخلف عليهم بعدي مثلك! أخبرنا أبو حازم العبدوي- بنيسابور قراءة- وعبد العزيز بن علي الخيّاط- لفظا- قال أبو حازم: أخبرني، وقال الآخر حدّثنا علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني