بحضرة القاضي وأصحاب الشرط قيام، فقال: أيها القاضي قتلتني. فقال له أبو حسّان: قتلك الحق، لقذفك زوجة الرسول، ولشتمك الخلفاء الرّاشدين المهديّين. قال طلحة: وقيل: لما ضرب ترك في الشمس حتى مات، ثم رمى به في دجلة.
أخبرنا علي بن طلحة بن محمّد المقرئ أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز حدّثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان أن عمه عبد الرّحمن بن يحيى سأل أحمد بن حنبل عن المعروف بأبى حسّان الزّيادي؟ فقال: كان مع ابن أبي دؤاد، وكان من خاصته، ولا أعرف رأيه اليوم.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي حدّثنا سعد بن محمّد بن إسحاق الصيرفي حدّثنا أحمد بن محمّد الدّقّاق حدّثنا بعض أصحابنا عن إسحاق الحربيّ قال: بلغني أن أبا حسّان الزّيادي رأى رب العزة تعالى في النوم، فلقيته فقلت بالذي أراك ما أراك إلا حدثتني بالرؤيا، قال نعم! رأيت نورا عظيما لا أحسن أصفه ورأيت فيه شخصا يخيل إلي أنه النبي ﷺ، وكان يشفع الى ربه في رجل من أمته، وسمعت قائلا يقول:
ألم يكفك أنى أنزلت عليك في سورة الرعد: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ﴾ [الرعد ٦] ثم انتبهت.
أخبرنا الحسن بن على الجوهريّ أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى المرزباني حدّثنا عبد الواحد بن محمّد الخصيبى حدّثنا أبو خازم القاضي وأبو على أحمد بن إسماعيل. قالا: حدّثنا أبو سهل الرازي حدّثنا أبو حسّان الزّيادي. قال: ضقت ضيقة بلغت فيها إلى الغاية، حتى ألح علي القصاب والبقال والخباز وسائر المعاملين، ولم يبق لي حيلة، فإنى ليوما على تلك الحال وأنا مفكر في الحيلة، إذ دخل على الغلام فقال: حاجي خراسانى بالباب يستأذن؟ فقلت له: ائذن له، فدخل الخراسانيّ فسلم، وقال: ألست أبا حسّان؟ قلت: نعم فما حاجتك؟ قال: أنا رجل غريب وأريد الحج، ومعى عشرة آلاف درهم، واحتجت إلى أن تكون قبلك إلى أن أقضى حجى وأرجع، فقلت هاتها، فأحضرها وخرج بعد أن وزنها وختمها، فلما خرج فككت الخاتم على المكان، ثم أحضرت المعاملين فقضيت كل من كان له علي دين، واتسعت وأنفقت وقلت أضمن هذا المال للخراساني، إلى أن يجيء [يكون](١) قد أتى الله بفرج من عنده، فكنت يومى ذلك في سعة وأنا لا أشك في خروج