حتى بلغ باب داره، ونزل عن حماره، فسألته فحدّثني به، قلت: الأصل؟ فأخرج الأصل فكتبته منه.
أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ أخبرنا أحمد بن محمّد الهروي أخبرنا عبد الله ابن عدى الحافظ. قال: الحسن بن علي بن شبيب المعمّري رفع أحاديث هي موقوفة، وزاد في المتون أشياء ليس منها.
أنبأنا أبو سعد المالينى أخبرنا عبد الله بن عدى قال سمعت عبدان يقول سمعت فضلك الرازي وجعفر بن الجنيد يقولان: المعمّري كذاب. ثم قال لي عبدان: حسداه لأنه كان رفيقهم وأنا معه. فكان المعمّري إذا كتب حديثا غريبا لا يفيدهما، قال لنا عبدان: وما رأيت صاحب حديث في الدنيا مثل المعمّري.
أخبرني محمّد بن علي المقرئ أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ قال سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول سمعت موسى بن هارون يقول استخرت الله سنتين حتى تكلمت في المعمّري وذاك أنى كتبت معه عن الشيوخ وما افترقنا فلما رأيت تلك الأحاديث قلت: من أين أتى بها؟ قال أبو طاهر: وكان المعمّري يقول: كنت أتولى لهم الانتخاب فإذا مر بي حديث غريب قصدت الشّيخ وحدي فسألته عنه.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمّد بن نعيم الضبي قال: سمعت الزبير بن عبد الله الثّوري يقول سمعت أبا تراب محمّد بن إسحاق الموصلي- بهراة- يقول سمعت المعمّري يقول: أما تعجبون من موسى بن هارون يطلب لي متابعا في أحاديث خصنى بها الشيوخ وقطعتها من كتبهم؟!.
أنبأنا المالينى أخبرنا ابن عدى قال: سمعت ابن سعيد يقول سألت عبد الله بن أحمد بن حنبل عن المعمّري فقال: لا يتعمد الكذب، ولكن أحسب أنه صحب قوما يوصلون الحديث.
قال ابن عدى: وكان أحمد بن هارون البرديجى يقول: ليس بعجب أن ينفرد المعمّري بعشرين أو ثلاثين حديثا أو أكثر، ليست عند غيره في كثرة ما كتب.
قال ابن عدى: وكان المعمّري كثير الحديث صاحب حديث بحقه، كما قال عبدان إنه لم ير مثله وما ذكر عنه أنه رفع أحاديث وزاد في المتون، فإن هذا موجود في البغداديين خاصة، وفي حديث ثقاتهم وأنهم يرفعون الموقوف، ويصلون المرسل، ويزيدون في الأسانيد. والمعمّري كما قال عبد الله بن أحمد لا يتعمد الكذب، ولكنه صحب قوما يصلون ويزيدون، والله أعلم.