أخبرنا على بن محمّد بن عبد الله القرشيّ قال أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار قال نا سعدان بن نصر قال أنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن الحكم: أن عمر بن الخطّاب بعث عثمان بن حنيف فمسح السواد، فوضع على كل جريب عامر أو غامر- حيث يناله الماء- قفيزا ودرهما. قال وكيع: يعني الحنطة والشعير- ووضع على جريب الكرم عشرة دراهم، وعلى جريب الرطاب (١): خمسة دراهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق قال أنبأنا على بن عبد العزيز قال أنا أبو عبيد قال أنا إسماعيل بن مجالد عن أبيه مجالد بن سعيد عن الشعبي: أن عمر بعث عثمان بن حنيف مسح السواد فوجده ستة وثلاثين ألف ألف جريب فوضع على كل جريب درهما وقفيزا. قال أبو عبيد: أرى حديث مجالد عن الشعبي هو المحفوظ. ويقال: إن حد السواد الذي وقعت عليه المساحة من لدن تخوم الموصل مادّا مع الماء إلى ساحل البحر ببلاد عبّادان من شرقي دجلة، هذا طوله. وأما عرضه: فحده منقطع الجبل من أرض حلوان إلى منتهى طرف القادسيّة المتصل بالعذيب من أرض العرب. فهذا حدود السواد وعليها وقع الخراج.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن شجاع الصّوفيّ قال أنبأنا أبو على محمّد بن أحمد ابن الحسن الصّوّاف قال أنا محمّد بن عبدوس بن كامل ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: أنا أبو بكر بن أبي شيبة قال أنا حميد بن عبد الرّحمن عن حصين عن مطرف قال: ما فوق حلوان فهو ذمة، وما دون حلوان من السواد فهو فيء، وسوادنا هذا فيء.
أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال ثنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن أحمد ابن الليث الواسطي قال ثنا أسلم بن سهل قال ثنا محمّد بن صالح قال نبأنا هشام بن محمّد بن السائب قال سمعت أبي يقول: إنما سمي السواد سوادا لأن العرب حين جاءوا نظروا إلى مثل الليل من النخل والشجر والماء فسموه سوادا.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الحسين الأصبهانيّ بها قال أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني قال أنبأنا على بن عبد العزيز قال قال أبو عبيد:
كان الأصمعي يتأول في سواد العراق إنما سمي به للكثرة؛ وإنما أنا فأحسبه سمي
(١) الرطبة: روضة الفصفصة ما دامت خضراء، وقيل: هي الفصفصة نفسها، وجمعها رطاب (لسان العرب: رطب).