لهما إني أخاف أن يكون في قبولهما وهق رقبتي في النار، رداها إليه وقولا له يردهما على من أخذهما منه أولى من أن يعطيني أنا.
أخبرنا ابن رزق قال أخبرنا جعفر الخلدي حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي حدّثنا محمّد بن حسّان قال سمعت إسماعيل بن حسّان يقول: جئت إلى باب داود الطائي فسمعته يخاطب نفسه، فظننت أن عنده أحدا، فأطلت القيام على الباب ثم استأذنت فدخلت، فقال: ما بدا لك في الاستئذان؟ قلت سمعتك تتكلم فظننت أن عندك أحدا، قال: لا ولكن كنت أخاصم نفسي. اشتهت البارحة تمرا، فخرجت فاشتريت لها، فلما جئت به اشتهت جزرا، فأعطيت الله عهدا أن لا آكل تمرا ولا جزرا حتى ألقاه.
وقال الحضرمي: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه قال سمعت عليّ بن الحسن الشقيقي قال: قال عبد الله بن المبارك: قيل لداود الطائي- وحائطه قد تصدع- لو أمرت برمه؟ فقال داود: كانوا يكرهون فضول النظر.
أخبرنا عبد الغفار بن محمّد المؤدّب حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا محمّد بن جعفر المطيري حدّثنا الحسن بن عليّ العبدي حدّثنا أبو حفص قال: سمعت ابن أبي عدي يقول: صام داود الطائي أربعين سنة، ما علم به أهله، وكان خرازا وكان يحمل غداءه معه ويتصدق به في الطريق ويرجع إلى أهله يفطر عشاء، لا يعلمون أنه صائم.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمّد بن الواثق بالله حدّثني جدي حدّثنا خلف بن عمرو حدّثنا محمّد بن عبد المجيد المروزي حدّثنا الوليد بن عقبة قال: رأيت داود الطائي- وقال له رجل: ألا تسرح لحيتك؟ قال: إني عنها مشغول.
أخبرنا أبو الحسن عليّ بن القاسم بن الحسن الشّاهد بالبصرة حدّثنا أبو روق الهزاني حدّثنا أبو سعيد السكري قال: احتجم داود الطائي فدفع إلى الحجام دينارا، فقيل له هذا إسراف، فقال: لا عبادة لمن لا مروءة له.
أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن عليّ بن المنذر القاضي حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصر بن الخواص حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق حدّثنا محمّد بن الحسين البرجلاني حدّثنا أبو سعيد قال حدّثني سهل بن بكار، قال: قالت أخت لداود الطائي لداود: لو تنحيت من الشمس إلى الظل؟ قال: هذه خطى لا أدري كيف تكتب.