سعيد أعرف شيء بحق ربيعة، قال وكان ربيعة يقول له- وهو يمازحه في شيء من القضاء يسمع ذلك يحيى- هذا خير لكم مما تحوزون من الدّنيا.
أخبرنا أبو الحسن عليّ بن القاسم بن الحسن الشّاهد- بالبصرة- حدّثنا عليّ بن إسحاق المادراني حدّثنا أبو قلابة حدّثنا سليمان بن داود حدّثنيمعاذ بن معاذ قال سمعت سوار بن عبد الله يقول: ما رأيت أحدا أعلم من ربيعة الرأى. قلت: ولا الحسن، وابن سيرين؟ قال: ولا الحسن وابن سيرين.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدّثنا يعقوب بن سفيان حدّثنا إبراهيم- هو ابن المنذر- حدّثني ابن وهب حدّثني عبد العزيز بن أبي سلمة.
قال: لما جئت العراق، جاءني أهل العراق فقالوا: حدثنا عن ربيعة الرأى، قال فقلت:
يا أهل العراق تقولون ربيعة الرأى؟ لا والله ما رأيت أحدا أحوط لسنة منه.
وقال يعقوب: حدّثنا زيد بن بشر أخبرني ابن وهب حدّثني ابن زيد قال: وصار ربيعة إلى فقه وفضل، وما كان بالمدينة رجل واحد أسخى نفسا بما في يديه لصديق، أو لابن صديق، أو لباغ يبتغيه منه، كان يستصحبه القوم فيأتى صحبة أحد، إلا أحدا لا يتزود (١) معه، ولم يكن في يده ما يحمل ذاك.
أخبرني الأزهري حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب حدّثنا جدي حدّثنا عبد الجبّار بن عاصم- أو غيره- قال حدّثنا ابن وهب قال: أنفق ربيعة على إخوانه أربعين ألف دينار، ثم جعل يسأل إخوانه في إخوانه فقال أهله: أذهبت مالك، وأنت دائب تخلق جاهك؟ قال فقال: لا يزال هذا دأبي ودأبهم، ما وجدت أحدا يعطيني على جاهي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن بن عليّ الواسطيّ أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ الكوفيّ حدّثنا أحمد بن محمّد أبو سعيد النّيسابوري قال حدّثنا الحسن بن صاحب بن حميد قال سمعت أبا سلمة الصنعاني الفقيه يقول سمعت بكر بن عبد الله بن الشرود الصنعاني يقول: أتينا مالك بن أنس فجعل يحدثنا عن ربيعة الرأى بن أبي عبد الرّحمن، فكنا نستزيده من حديث ربيعة، فقال لنا ذات يوم: ما تصنعون بربيعة؟ هو نائم في ذاك الطاق، فأتينا ربيعة فأنبهناه، فقلنا له: أنت ربيعة بن أبي عبد الرحمن؟ قال: بلى، قلنا: ربيعة بن فروخ؟ قال بلى، قلنا ربيعة الرأى؟ قال بلى، قلنا هذا الذي يحدث عنك مالك بن أنس؟ قال بلى، قلنا له كيف حظى بك مالك ولم تحظ أنت بنفسك؟ قال أما علمتم أن مثقالا من دولة خير من حمل علم؟!