أخبرنا رضوان بن محمّد الدّينوريّ قال سمعت عبد الواحد بن الحارث الفقيه يقول سمعت عليّ بن نصر يقول سمعت الهيكل الهاشميّ الصّوفيّ يقول سمعت رويما يقول: الفقر له حرمة، وحرمته ستره وإخفاؤه، والغيرة عليه، والضن به، فمن كشفه وأظهره وبذله، فليس هو من أهله ولا كرامة.
حدّثنا عبد العزيز بن عليّ الورّاق قال سمعت عليّ بن عبد الله الهمذاني يقول سمعت محمّد بن إبراهيم يقول سمعت رويم بن أحمد يقول: منذ عشرين سنة لا يحظر بقلبي ذكر الطعام حتى يحضر.
أخبرنا أحمد بن عليّ بن الحسن أخبرنا محمّد بن الحسين النّيسابوري قال سمعت أبا الحسين القاضي الفارسيّ يقول سمعت إبراهيم بن فاتك يقول قال رويم: التوكل إسقاط رؤية الوسائط، والتعلق بأعلى العلائق. وسئل رويم عن المحبة فقال: الموافقة في جميع الأحوال وأنشد:
ولو قلت لي مت مت سمعا وطاعة … وقلت لداعي الموت أهلا ومرحبا
وقال: الأنس أن تستوحش مما سوى محبوبك.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ أخبرنا جعفر الخلدي- في كتابه- قال سمعت رويم بن أحمد يقول: الإخلاص ارتفاع رؤيتك عن فعلك. والفتوة أن تعذر إخوانك في زللهم، ولا تعاملهم بما يحوجك إلى الاعتذار إليهم. وقال سمعت رويما يقول: الصبر ترك الشكوى، والرضى استلذاذ البلوي، واليقين المشاهدة، والتوكل إسقاط رؤية الوسائط، والتعلق بأعلى الوثائق.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري أخبرنا محمّد بن الحسين السلمي قال سمعت أحمد بن إبراهيم يحكي عن أبي عمرو الزجاجي. قال: نهاني الجنيد أن أدخل على رويم. فدخلت عليه يوما- وكان قد دخل في شيء من أمور السلطان- فدخل عليه الجنيد فرآني عنده. فلما أن خرجنا. قال الجنيد: كيف رأيته يا خراساني؟ قلت:
لا أدري، قال: إن الناس يتوهمون أن هذا نقصان في حاله ووقته، وما كان رويم أعمر وقتا منه في هذه الأيام، ولقد كنت أصحبه الشونيزية في حال الإرادة، وكنت معه في خرقتين، وهو الساعة أشد فقرا منه في تلك الحالة، وفي تلك الأيام.