وقد أخبرنا بالحديث الذي سمعه (١) أحمد من أبي داود أبو الفرج الطّناجيريّ:
حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن عمرو الرّازيّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن قيس، عن حمّاد بن سلمة، عن أبي العشر الدارمي عن أبيه: أن رسول الله ﷺ سئل عن العتيرة فحسنها. قال ابن أبي داود: قال أبي: فذكرته لأحمد بن حنبل فاستحسنه وقال: هذا حديث غريب، وقال لي اقعد، فدخل فأخرج محبرة وقلما وورقة وقال أمله علي، فكتبه عني، ثم شهدته يوما آخر وجاءه أبو جعفر بن أبي سمينة فقال له أحمد بن حنبل: يا أبا جعفر عند أبي داود حديث غريب اكتبه عنه. فسألني فأمليته عليه.
قرأت في كتاب محمّد بن العبّاس بن الفرات، أخبرنا محمّد بن العبّاس بن أحمد ابن محمّد بن عاصم الضّبّي، أخبرنا أحمد بن محمّد بن ياسين الهرويّ قال: سليمان ابن الأشعث أبو داود السجزي كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله ﷺ وعلمه، وعلله، وسنده، في أعلى درجة النسك، والعفاف، والصلاح، والورع، من فرسان الحديث.
حدّثني الأزهري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، حدّثنا أحمد بن سنان- أو غيره- حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم بن علقمة قال: كان عبد الله يشبه بالنبي ﷺ في هديه ودلّه، وكان علقمة يشبه بعبد الله.
وقال جرير بن عبد الحميد: كان إبراهيم يشبه بعلقمة، وكان منصور يشبه بإبراهيم، وقال غير جرير: كان سفيان يشبه بمنصور.
قال عمر بن أحمد: وقال أبو عليّ القوهستاني: كان وكيع يشبه بسفيان، وكان أحمد بن حنبل يشبه بوكيع، وكان أبو داود يشبه بأحمد بن حنبل.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ، أخبرني محمّد بن بكر بن عبد الرّزّاق- في كتابه- قال: كان لأبي داود السجستاني كم واسع وكم ضيق، فقيل له: يرحمك الله ما هذا؟ قال: الواسع للكتب، والآخر لا يحتاج إليه.
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي قال: سمعت عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ
(١) في الصيمصاطية: «بالحديث الذي سمعه أحمد بن أبي دؤاد».