أخبرني محمّد بن عليّ بن الفتح، أخبرنا عمر بن أحمد المروروذي، حدّثنا عبد الله ابن محمّد البغويّ- إملاء- حدّثنا محمّد بن ميمون قال: سمعت ابنعيينة يقول:
حضرت ابن جريج فسمعته يقول: حدّثنا رجل عن ابن عبّاس، وحدّثنا رجل قال:
سألت ابن عبّاس، فقلت ينبغي أن يكون هذا حيا، فلما كان يوم الجمعة تصفحت الأبواب، فإذا أنا بشيخ قد دخل من هاهنا- وأشار ابن عيينة إلى بعض أبواب المسجد- فقلت: رأيت ابن عبّاس؟ فقال: نعم! سألت ابن عبّاس، ورأيت عبد الله بن عمر، وحدّثنا ابن عبّاس، وسمعت ابن عبّاس. فسمعت منه، فجلست مع ابن جريج، فلما قال: حدّثنا رجل قال: سمعت ابن عبّاس قلت: يا أبا الوليد حدّثنا عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عبّاس فقال: قد غصت عليه يا غواص!! أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال: سمعت محمّد بن عمرو الباهلي يقول: سمعت ابن عيينة يقول: كنت أخرج إلى المسجد فأتصفح الحلق (١)، فإذا رأيت مشيخة وكهولا جلست إليهم، وأنا اليوم قد اكتنفني هؤلاء الصبيان، ثم ينشد:
خلت الديار فسدت غير مسوّد … ومن الشقاء تفردي بالسؤدد
أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهانيّ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله الطرسوسي قال: سمعت حامد بن يحيى البلخيّ يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: رأيت كأن أسناني كلها سقطت، فذكرت ذلك للزهري فقال: تموت أسنانك وتبقى أنت، فمات أسناني وبقيت، فجعل الله كل عدو لي محدثا.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا محمّد بن الحسن السروي، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدّثنا محمّد بن يحيى قال: سمعت عليّ بن المديني يقول: ما في أصحاب الزّهريّ أتقن من ابن عيينة.
أخبرنا أبو عمر بن مهديّ- إجازة- وأخبرناه هبة الله بن الحسن الطّبريّ- قراءة عنه- أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي قال: قلت لعليّ بن المديني:
من تقدم في الزّهريّ؟ قال: أما أنا فإني أقدم سفيان بن عيينة، ثم قال علي: الذي سمع سماعا لا يشك فيه، ولم يتكلم فيه أحد، ولم يطعن فيه طاعن، زياد بن سعد وسفيان بن عيينة.
(١) في المطبوعة: «فأتصفح الخلق» تصحيف. والحلق: جمع حلقة، وهي حلق العلماء.