الذي اشترى به الدورق، ومن عمله، ومن أين طينه، وأيش أكل عامله، حتى فرغ من عمله؟
أخبرنا سلامة بن عمر النصيبي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا العبّاس ابن يوسف- مولى بني هاشم- حدّثنا سعيد بن عثمان قال: سمعت سري بن مغلس يقول: غزونا أرض الروم، فمررت بروضة خضرة فيها الخباز، وحجر منقور فيه ماء المطر، فقلت في نفسي لئن كنت آكل يوما حلالا فاليوم، فنزلت عن دابتي وجعلت آكل من ذلك الخباز، وشربت من ذلك الماء، فإذا هاتف يهتف بي: يا سري بن مغلس فالنفقة التي بلغت بها إلى هذا من أين!؟
وأخبرنا سلامة بن عمر، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا العبّاس بن يوسف، حدّثني جنيد بن محمّد قال: سمعت سري بن المغلس يقول: أشتهي منذ ثلاثين سنة جزرة اغمسها في الدبس وآكلها فما تصح لي.
أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن عثمان البجليّ، أخبرنا جعفر ابن محمّد بن نصير الخلدي، حدّثني الجنيد قال: سمعت سريا يقول: أحب أن آكل أكلة ليس عليّ فيها تبعة، ولا لمخلوق عليّ فيها منة، فما أجد إلى تلك سبيلا.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا محمّد ابن إسماعيل بن عامر الرقي- صاحب الرّبيع- قال: سمعت سريا السّقطيّ يقول:
أشتهي بقلا منذ ثلاثين سنة ما أقدر عليه.
أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا العبّاس بن يوسف الشكلي قال: سمعت سريا السّقطيّ يقول: إني لأشتهي الحندقوقي منذ ست عشرة سنة، والهندبا بخل منذ ثمان عشرة سنة، وإني لأعجب ممن يتسع كيف يطلق له العلم الاتساع، وهذا عبد الواحد بن زيد يقول: الملح بيشبارجات، وإن بلية أبيكم آدم لقمة، أخرجته من الجنة، وهي بليتكم إلى أن تقوم الساعة.
وقال الشكلي: سمعت سري بن المغلس السّقطيّ يقول: أتاني حسين الجرجانيّ إلى عبادان فدق على باب الغرفة التي كنت فيها فخرجت إليه فقال لي: سري فقلت سري، فقال لي ملحك مدقوقة؟ قلت: نعم! قال: لا تفلح، ثم قال لي سري لولا أن الله عقم الآذان عن فهم القرآن ما زرع الزارع، ولا تجر التاجر، ولا تلاقى الناس في الطرقات. ثم مضى فأتعبني وأبكاني.