شعبة أمة وحده في هذا الشأن- يعني- في الرجال، وبصره بالحديث، وتثبته، وتنقيته للرجال.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن صالح العطّار- أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان، حدّثنا عبد الله بن عبد السّلام عن أبي زرعة قال: حدّثنا مقاتل بن محمّد قال: سمعت وكيعا يقول: إني لأرجو أن يرفع الله لشعبة في الجنة درجات بذبّه عن رسول الله ﷺ.
أخبرنا البرقانيّ قال: قرئ على عمر بن نوح البجليّ- وأنا أسمع- حدّثكم محمّد ابن أحمد البوزاني، حدّثنا محمّد بن العبّاس النّسائيّ قال: سألت أبا عبد الله- يعني أحمد بن حنبل- من أثبت، شعبة أو سفيان؟ فقال: كان سفيان رجلا حافظا، وكان رجلا صالحا، وكان شعبة أثبت منه، وأنقى رجالا، وسمع من الحكم بن عتيبة قبل سفيان بعشر سنين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا الفضل- يعني ابن زياد- قال: سئل أحمد بن محمّد بن حنبل: شعبة أحب إليك حديثا أو سفيان؟ فقال: شعبة أنبل رجالا، وأنسق حديثا.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغويّ، حدّثنا عبد الملك ابن محمّد- أبو قلابة- قال: سمعت يعقوب بن إسحاق الحضرمي إذا حدّث في المجلس يقول: حدّثني الضخم عن الضخام، شعبة الخير أو بسطام.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثني عمر بن شبة، حدّثنا عفان قال: قال لي يحيى بن سعيد: ما رأيت أحدا قط أحسن حديثا من شعبة.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا علي- وهو ابن المديني- قال: سألت يحيى: أيما كان أحفظ للأحاديث الطوال، سفيان، أو شعبة؟ فقال: كان شعبة أمر فيها. وقال: سمعت يحيى يقول: كان شعبة أعلم بالرجال، فلان عن فلان كذا وكذا، وكان سفيان صاحب أبواب.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ- في كتابه- حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال: سمعت أبا داود قال لما مات شعبة. قال سفيان: مات الحديث، قلت له: هو أحسن حديثا من سفيان؟ فقال: ليس في الدّنيا