للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محمّد بن جعفر بن هارون التّميميّ الكوفيّ قال: أنشدنا أبو بكر الدارمي عن عمه لصالح بن عبد القدوس:

مرء يجمع والزمان يفرق … ويظل يرقع والخطوب تمزق

ولأن يعادي عاقلا خيرا له … من أن يكون له صديق أحمق

فارغب بنفسك لا تصادق أحمقا … إن الصديق على الصديق مصدق

وزن الكلام إذا نطقت فإنما … بيدي عيوب ذوي العقول المنطق

ومن الرجال إذا استوت أحلامهم … من يستشار إذا استشير فيطرق

حتى يجيل بكل واد قلبه … فيرى ويعرف ما يقول فينطق

فبذاك يوثق كل أمر مطلق … وبذاك يطلق كل أمر يوثق

وإن امرؤ لسعته أفعى مرة … تركته- حين يجر- حبل يفرق

لا ألفينك ثاويا في غربة … إن الغريب بكل سهم يرشق

ما الناس إلا عاملان فعامل … قد مات من عطش وآخر يغرق

والناس في طلب المعاش وإنما … الجد يرزق منهم من يرزق

لو يرزقون الناس حسب عقولهم … ألفيت أكثر من ترى يتصدق

لكنه فضل المليك عليهم … هذا عليه موسع ومضيق

وإذا الجنازة والعروس تلاقيا … ألفيت من تبع العرائس يطلق

ورأيت من تبع الجنازة باكيا … ورأيت دمع نوائح يترقرق

لو سار ألف مدجج في حاجة … لم يقضها إلّا الذي يترفق

إن الترفق للمقيم موافق … وإذا يسافر فالترفق أوفق

بقي الذين إذا يقولوا يكذبوا … ومضى الذين إذا يقولوا يصدقوا

أخبرني عليّ بن أيّوب القمي، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى، حدّثني عليّ ابن هارون النّجم عن أبيه قال: من مختار شعر صالح بن عبد القدوس قوله:

إن الغني الذي يرضى بعيشته … لا من يظل على ما فات مكتئبا

لا تحقرن من الأيام محتقرا … كل امرئ سوف يجزى بالذي اكتسبا

قد يحقر المرء ما يهوى فيركبه … حتى يكون إلى توريطه سببا

بلغني عن عبد الله بن المعتز قال: حدّثني أحمد بن عبد الرّحمن بن المعبر قال:

رأيت صالح بن عبد القدوس في المنام ضاحكا مستبشرا، فقلت: ما فعل بك ربك؟

<<  <  ج: ص:  >  >>