عبد يا خبيث ومد ذؤابته حتى أدماها، فدخل وهو يبكي فأخبر مولاته فقالت: اذهب أنت وأخوك حرين لوجه الله، فصار ولاؤه للمرأة المرية. فقدم بشير أبوه فاشتد عليه، حين صار ابنه مولى المرأة المرية، وطلب ميمونة- أراه قال: أشتريها- فأبت المرأة.
قال: وقلت: لا يملكها أحد غيري- فأعتقتها، فصالح مولى للمرية، وأبوه بشير عربي.
أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد ابن عليّ الأبّار، حدّثنا إبراهيم بن سعيد قال: سمعت خالد بن خداش يقول: ذكر لحمّاد بن زيد حديث عن صالح المري في فضل القرآن فقال: كان صالح صاحب قرآن، فلعله سمعه ولم أسمعه أنا.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال:
سمعت سليمان بن حرب قال: قال رجل لحمّاد بن زيد: تعرف أيّوب عن أبي قلابة؟
قال: من شهد فاتحة الكتاب حين تستفتح، كان كمن شهد فتحا في سبيل الله، ومن شهدها حين يختم كان كمن شهد الغنائم حين تقسم؟ قال: فأنكر حمّاد إنكارا شديدا، قال: ثم قال له بعد: من حدّثك بهذا؟ قال: صالح المري، قال: أستغفر الله ما أخلقه أن يكون حقا، فإن صالحا كان هذا ونحوه من باله ويعنى بطلب (١) هذا النحو، ما أخلقه أن يكون صحيحا.
قال يعقوب: وحدّثني بعض الشيوخ عن عبد الرّحمن بن مهديّ قال: قال سفيان:
أما لكم مذكر؟ قال: قلت: بلى! لنا قاص. قال: فمر بنا إليه، قال: فذهبت معه ما بين المغرب والعشاء. فلما انصرف قال: يا عبد الرّحمن تقول قاص؟ هذا نذير قوم- يعني صالحا المري-.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق الثقفي، حدّثنا حاتم بن الليث الجوهريّ، حدّثنا عفان بن مسلم قال: كنا نأتي مجلس صالح المري نحضره وهو يقص، وكان إذا أخذ في قصصه كأنه رجل مذعور يفزعك أمره، من حزنه وكثرة بكائه كأنه ثكلى، وكان صالح شديد الخوف من الله كثير البكاء.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال: أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: صالح المري ليس به بأس. روى غيره عن يحيى سوء القول في صالح.
(١) في المطبوعة: «ويتعنى ويطلب»، والتصحيح من تهذيب الكمال.