أبي وقاص، وابن مسعود، وعمّار، وحذيفة، وسلمان، وأنس. قال البيهقي:
وسمعت الحسن بن الرّبيع البوراني (١) يقول: قيل لابن المبارك: إن الناس يقولون إنك كلما دخلت بغداد تصدقت بدينار. فقال: إن دنانيرنا إذا لكثيرة. فقال أبو الحسين أحمد بن جعفر: وهذا إخبار من ابن المبارك وليس هو بجواب سؤال السائل، وإنا نكره المراجعة، فاستعمال المحاجزة والآفات المشهور عنه فيها التغليظ والذم الصريح والصّدقة إذا دخلها مجتازا غير مختار، وقد ذكر عنه في ذم ساكنيها مع الكلام أشعار.
فمنها ما أخبر به عن أبي الحسن محمّد بن محمّد المعروف بحبيش بن أبي الورد.
قال قال ابن المبارك يذم الناسك الذي سكن بغداد:
أيها الناسك الذي لبس الصو … ف وأضحى يعدّ في العبّاد
الزم الثغر والتعبد فيه … ليس بغداد مسكن الزهاد
إن بغداد للملوك محلّ … ومناخ للقارئ الصياد
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصّيرفيّ قال نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال نبأنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز قال نبأنا أبو زكريّا يحيى بن أيّوب العابد. قال: شهدت معروفا- يعني الكرخي- ورجل عنده فذكر أن بغداد غصب. فقال له معروف: يا هذا اتق الله احفظ لسانك ما نعرف شيئا غصب.
أنبأنا محمّد بن على الورّاق وأحمد بن على المحتسب. قالا: أنبأنا محمّد بن جعفر بن هارون الكوفيّ قال نبأنا الحسن بن محمّد السكوني قال نبأنا محمّد بن خلف قال زعم عبد الله بن أبي سعد قال حدّثني أحمد بن حميد بن جبلة قال حدّثني أبي عن جدي جبلة، قال: كانت مدينة أبي جعفر قبل بنائها مزرعة للبغداديين يقال لها المباركة، وكانت لستين نفسا من البغداديّين فعوضهم عنها عوضا أرضاهم، وأخذ جدي جبلة قسمه بينهم، وكان شارع طريق الأنبار لأهل قرية بباب الشام يسمون الترايتة. قال: وقال ابن أبي سعد عن أبيه قال سمعت السري بن الحطم- وأظنه من بجيلة بن عمر: أن المنصور كان ابتاع منه ما بين قنطرة البردان إلى الجسر، وأنه لم يقبض ثمن ذلك منه؛ وإن حد أرضه من الجسر حتى ينتهي إلى قرية تعرف بالأثلة على فرسخ من الجانب الشرقي، ومنزله بالحطمية على ميلين من بغداد، ورفع في ذلك إلى الرشيد وإلى المأمون فلم يعطياه.