يسأل عن عبد الرّحمن بن مهديّ أكان كثير الحديث؟ فقال: قد سمع ولم يكن بذاك الكثير جدا، كان الغالب عليه حديث سفيان، وكان يشتهي أن يسأل عن غيره من كثرة ما يسأل عنه، فقيل له: ما كان يتفقه؟ قال: كان يتوسع في الفقه، كان أوسع فيه من يحيى، كان يحيى يميل إلى قول الكوفيّين، وكان عبد الرّحمن يذهب إلى بعض مذاهب الحديث، وإلى رأي المدينيّين. فذكر لأبي عبد الله عن إنسان أنه يحكى عنه القدر. قال: ويحل له أن يقول هذا، هو سمع هذا منه؟ ثم قال: يجيء إلى إمام من أئمة المسلمين يتكلم فيه! وقيل لأبي عبد الله كان عبد الرّحمن حافظا؟ فقال:
حافظا، وكان يتوقى كثيرا، كان يحب أن يحدث باللفظ.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل قال: قال أبو عبد الله: ما رأيت بالبصرة مثل يحيى بن سعيد، وبعده عبد الرّحمن أفقه الرجلين.
أخبرنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري- بحلوان- أخبرنا محمّد بن الفضل عن محمّد بن إسحاق بن خزيمة النّيسابوريّ- بها- قال: سمعت أبا العبّاس محمّد بن إسحاق السّرّاج يقول: سمعت المهنى بن يحيى يقول: سألت أحمد بن حنبل أيهما أفقه عبد الرّحمن بن مهديّ، أو يحيى بن سعيد؟ فقال: عبد الرّحمن بن مهديّ.
أخبرنا هبة الله بن الحسن، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر، أخبرنا عبد الرّحمن- هو ابن أبي حاتم- حدّثنا أبي، قال: سمعت أبا الرّبيع الزهراني يقول: ما رأيت مثل عبد الرّحمن بن مهديّ، ووصف عنه بصرا بالحديث.
أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي- وذكر عبد الرّحمن بن مهديّ- فقال: قال له رجل أيما أحب إليك، يغفر الله لك ذنبا، أو تحفظ حديثا؟ فقال: أحفظ حديثا.
أخبرني أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ قال: سمعت أبا الحسن هارون بن سليمان الأصبهانيّ يقول: سمعت محمّد بن النّعمان بن عبد السّلام يقول: قال معاذ بن معاذ: ليس بالبصرة أحد يصلح للقضاء إلا رجل واحد، قلت: من هو؟ قال: عبد الرّحمن بن مهديّ، وله عيب، قلت: ما هو؟ قال: ليس له عشيرة، إن حكم على رجل من الكبار منعوه منه.