للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال له أبوه: يا بنى إن كنت هربت طلبا لسلامة دينك فقد أحسنت وإن كنت هربت لتكون أحرص لهم عليك فقد أحسنت أيضا، فاستقضى بعد سوار.

أخبرني الحسن بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن زهير، حدّثنا ابن سلام. قال: قال الوثيق بن يوسف: وما رأيت رجلا قط أعقل من عبيد الله بن الحسن بن الحصين بن أبي الحر العنبريّ.

أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد الخصيبي قال: حدّثني أبو عيسى بن حمدون، حدّثني أبو سهل الرّازيّ. قال: لم يشرك في القضاء بين أحد قط إلا بين عبيد الله بن الحسن بن الحصين العنبريّ وبين عمر بن عامر على قضاء البصرة، وكانا يجتمعان جميعا في المجلس وينظران جميعا بين الناس، قال فتقدم إليهما قوم في جارية لا تنبت، فقال: فيها عمر بن عامر هذه فضيلة في الجسم، وقال عبيد الله بن الحسن كل ما خالف ما عليه الخلقة فهو عيب.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطيّ، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد بن هارون التّميميّ- بالكوفة- أخبرنا أبو أحمد الجلودي، عن أبي خليفة، عن محمّد بن سلام. قال: أتى رجل عبيد الله بن الحسن فقال كنا عند الأمير محمّد بن سليمان فجرى ذكرك فذكرت بكل جميل، فما استطاع يقبح أمرك، يذكرك بشيء يعيبك به إلا المزاح. فقال: ويحك والله إني لأمزح وما أقول إلا حقا، فلو قلت الساعة في داري عيسى بن مريم أكنت تصدقني؟ قلت: هذا من ذاك، فقال لجصاص في داره: يا جصاص قال: لبيك، قال: ما اسمك؟ قال: عيسى، قال: ما اسم أمك؟ قال: مريم، قال: ويحك فإذا اتفق لي مثل هذا فما أصنع.

أخبرنا العتيقي، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، أخبرنا الحسين بن الحسن المروزيّ- من حفظه- قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهدى يقول: كنا في جنازة فيها عبيد الله بن الحسن وهو على القضاء، فلما وضع السرير جلس وجلس الناس حوله، قال فسألته عن مسألة فغلط فيها، فقلت: أصلحك الله القول في هذه المسألة كذا وكذا، إلا أني لم أرد هذه، إنما أردت أن أرفعك إلى ما هو أكبر منها، فأطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال: إذا أرجع وأنا صاغر، إذا أرجع وأنا صاغر، لأن أكون ذنبا في الحق أحب إلى من أن أكون رأسا في الباطل.

<<  <  ج: ص:  >  >>