للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عسكر يقول بعث الأمير خالد بن أحمد الذهلي والي بخارى إلى محمّد بن إسماعيل، أن احمل إليّ كتاب «الجامع» و «التاريخ» وغيرهما لأسمع منك. فقال محمّد بن إسماعيل لرسوله: أنا لا أذلّ العلم ولا أحمله إلى أبواب الناس، فإن كانت لك إلى شيء منه حاجة فاحضر في مسجدي أو في داري، وإن لم يعجبك هذا فأنت سلطان فامنعني من الجلوس (١) ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة، لأني لا أكتم العلم لقول

النبي : «من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار (٢)»

قال: فكان سبب الوحشة بينهما هذا (٣).

أخبرني محمّد بن عليّ بن أحمد المقرئ قال أنبأنا محمّد بن عبد الله الحافظ قال سمعت محمّد بن العبّاس الضّبّيّ يقول سمعت أبا بكر بن أبي عمرو الحافظ يقول:

كان سبب مفارقة أبي عبد الله محمّد بن إسماعيل البخاريّ البلد- يعني بخارى- أن خالد بن أحمد الذهلي الأمير خليفة الطّاهرية (٤) ببخارى سأل أن يحضر منزله فيقرأ «الجامع» و «التاريخ» على أولاده فامتنع أبو عبد الله عن الحضور عنده، فراسله أن يعقد مجلسا لأولاده لا يحضره غيرهم فامتنع عن ذلك أيضا وقال: لا يسعني أن أخص بالسّماع قوما دون قوم، فاستعان خالد بن أحمد بحريث بن أبي الورقاء وغيره من أهل العلم ببخارى عليه، حتى تكلموا في مذهبه، ونفاه عن البلد، فدعا عليهم أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل قال: اللهم أرهم ما قصدوني به في أنفسهم وأولادهم وأهاليهم. فأما خالد فلم يأت عليه إلا أقل من شهر حتى ورد أمر الطّاهرية بأن ينادي عليه، فنودي عليه وهو على أتان، وأشخص على إكاف، ثم صار عاقبة أمره إلى ما قد اشتهر وشاع. وأما حريث بن أبي الورقاء فإنه ابتلي بأهله، فرأى فيها ما يجل عن الوصف. وأما فلان أحد القوم- وسمّاه- فإنه ابتلي بأولاده، وأراه الله فيهم البلايا (٥).

حدّثني محمّد بن أبي الحسن الساحلي قال أنبأنا أحمد بن الحسن الرّازي قال


(١) في تهذيب الكمال: (من المجلس)
(٢) - انظر الحديث في: مسند أحمد ٢/ ٢٦٣، ٣٠٥، ٣٤٤، ٤٩٥. وسنن أبى داود ٣٦٥٨. وسنن الترمذي ٢٦٥١. وسنن ابن ماجة ٢٦١، ٢٦٦. والمستدرك ١/ ١٠٢. وصحيح ابن حبان ٧٥، ٩٦.
(٣) - انظر: تهذيب الكمال ٢٤/ ٤٦٤، ٤٦٥.
(٤) في المطبوعة: (الظاهرية)
(٥) - انظر: تهذيب الكمال ٢٤/ ٤٦٥، ٤٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>