للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الغزو فأدخل على المأمون فلما سمع كلامه جعله من الخاصة من إخوانه، وحبسه عنده إلى أن خرج معه إلى الغزو، فلم يزل عنده مكرما إلى أن أراد إظهار كلام جهم وقول القرآن مخلوق، وجمع بينه وبين بشر المريسي وسأله أن يكلمه وكان عبد السّلام يرد على أهل الأهواء من المرجئة والجهمية، والزنادقة، والقدرية وكلم بشر المريسي غير مرة بين يدي المأمون مع غيره من أهل الكلام، كل ذلك كان الظفر له، وكان يعرف بكلام الشيعة، وناظرته في ذلك لأستخرج ما عنده فلم أره يفرط (١)، ورأيته يقدم أبا بكر وعمر، ويترحم على عليّ وعثمان، ولا يذكر أصحاب النبيّ إلا بالجميل، وسمعته يقول: هذا مذهبي الذي أدين الله به، إلا أن ثم أحاديث يرويها في المثالب.

وسألت إسحاق بن إبراهيم عن تلك الأحاديث وهي أحاديث مروية نحو ما جاء في أبي موسى، وما روى في معاوية فقال: هذه أحاديث قد رويت، قلت: فتكره كتابتها وروايتها، والرواية عمن يرويها؟ فقال: أما من يرويها على طريق المعرفة فلا أكره ذلك، وأما من يرويها ديانة ويريد عيب القوم فإني لا أرى الرواية عنه.

أخبرنا محمّد بن عمر بن القاسم النرسي، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي، حدّثنا عبد السّلام بن صالح- يعني الهرويّ- حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله : «أنا مدينة العلم وعلى بابها» (٢).

أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن عليّ التّميميّ، حدّثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروزيّ قال: وسئل أبو عبد الله عن أبي الصّلت فقال: روى أحاديث مناكير. قيل له: روى حديث مجاهد عن عليّ «أنا مدينة العلم وعلي بابها» قال: ما سمعنا بهذا، قيل له هذا الذي تنكر عليه؟ قال: غير هذا، أما هذا فما سمعنا به. وروى عن عبد الرّزّاق أحاديث لا نعرفها ولم نسمعها. قيل لأبي عبد الله: قد كان عند عبد الرّزّاق من هذه الأحاديث الردية؟

قال: لم أسمع منها شيئا.

أخبرني عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي. وأخبرنا عبد الغفّار بن محمّد بن


(١) في المطبوعة: «فلم أره يفرق» والتصحيح من تهذيب الكمال.
(٢) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.

<<  <  ج: ص:  >  >>