للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بملتفتيه للمشيب طوالع … ذوائد عن ورد التّصابى روادع

تصرّفنه طوع العنان وربّما … دعاه الصّبا فاقتاده وهو طائع

ومن لم يزعه لبّه وحياؤه … فليس له من شيب فوديه وازع

هل النّافر المدعوّ للحظّ راجع … أم النّصح مقبول أم الوعظ نافع؟

أم الهمك المهموم بالجمع عالم … بأنّ الذي يرعى من المال ضائع؟

وأنّ قصاراه على فرط ضنّه … فراق الذي أضحى له وهو جامع

ويخمل ذكر المرء ذي المال بعده … ولكنّ جمع العلم للمرء رافع

ألم تر آثار ابن إدريس بعده … دلائلها في المشكلات لوامع

معالم يفنى الدهر وهي خوالد … وتنخفض الأعلام وهي فوارع

مناهج فيها للهدى متصرّف … موارد فيها للرشاد شرائع

ظواهرها حكم ومستنبطاتها … لما حكم التّفريق فيه جوامع

لرأي ابن إدريس ابن عمّ محمد … ضياء إذا ما أظلم الخطب ساطع

إذا المعضلات المشكلات تشابهت … سما منه نور في دجاهنّ لامع

أبى الله إلا رفعه وعلوّه … وليس لما يعليه ذو العرش واضع

توخّى الهدى فاستنقذته يد التّقى … من الزّيغ إنّ الزّيغ للمرء صارع

ولاذ بآثار الرسول فحكمه … لحكم رسول الله في النّاس تابع

وعوّل في أحكامه وقضائه … على ما قضى في الوحي والحقّ ناصع

بطيء عن الرأي المخوف التباسه … إليه إذا لم يخش لبسا مسارع

جرت لبحور العلم أمداد فكره … لها مدد في العالمين يتابع

وأنشا له منشيه من خير معدن … خلائق هنّ الباهرات البوارع

تسربل بالتقوى وليدا وناشئا … وخصّ بلبّ الكهل مذ هو يافع

وهذّب حتى لم تشر بفضيلة … إذا التمست إلا إليه الأصابع

فمن يك علم الشافعي إمامه … فمرتعه في باحة العلم واسع

سلام على قبر تضمّن جسمه … وجادت عليه المدجنات الهوامع

لقد غيّبت أثراؤه جسم ماجد … جليل إذا التفت عليه المجامع

لئن فجعتنا الحادثات بشخصه … لهنّ لما حكّمن فيه فواجع

فأحكامه فينا بدور زواهر … وآثاره فينا نجوم طوالع (١)


(١) - انظر: تهذيب الكمال ٢٤/ ٣٧٧، ٣٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>