وأخبرني مكي بن عليّ، حدّثنا أبو إسحاق المزكي قال: سمعت أبا الحسن عليّ ابن الحسن بن أحمد البلخي- بمكة- يقول: سمعت عبد الرّحمن بن عبد الباقي- بطرسوس- قال: سمعت بعض مشايخنا يقول قال عليّ بن الموفق: لما تم لي ستون حجة خرجت من الطواف وجلست بحذاء الميزاب، وجعلت أتفكر لا أدري أيش حالي عند الله، وقد كثر ترددي إلى هذا المكان، قال فغلبتني عيناي فكأن قائلا يقول: يا عليّ أتدعو إلى بيتك الا امرأ تحبه، قال: فانتبهت وقد سرى عني ما كنت فيه.
أخبرني عليّ بن أحمد الرّزّاز، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا محمّد بن أحمد بن المهديّ قال: سمعت عليّ بن الموفق يقول: خرجت يوما لأؤذن فأصبت قرطاسا فأخذته ووضعته في كمي فأذنت وأقمت وصليت فلما صليت قرأته فإذا فيه مكتوب، بسم الله الرحمن الرحيم، يا عليّ بن الموفق، تخاف الفقر وأنا ربك.
وأخبرني الرّزّاز وفاطمة بنت هلال بن أحمد الكرجي قالا: حدّثنا عثمان بن أحمد، حدّثنا محمّد بن أحمد بن المهديّ قال: سمعت عليّ بن الموفق- ما لا أحصيه- وهو يقول: اللهم إن كنت تعلم أني أعبدك خوفا من نارك فعذبني بها وإن كنت تعلم أني أعبدك حبّا مني لجنتك وشوقا مني إليها فاحرمنيها، وإن كنت تعلم أني أعبدك حبّا مني لك وشوقا إلى وجهك الكريم فأبحنيه مرة واصنع بي ما شئت.
أخبرنا الحسن بن محمّد الخلال، حدّثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ، حدّثنا أبو نصر محمّد بن أحمد الطالقاني قال: سمعت ابن شخرف- يعني الفتح- يقول وقد رأى الأزر تطرح على جنازة ابن موفق- يعني- عليا فضحك وقال: ما أحسن هذه المزاحمات لو كانت على الأعمال.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قال: وبمدينتنا عليّ بن الموفق- يعني مات- سنة خمس وستين ومائتين، وكان من الزاهدين المذكورين.
أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزّاز- بهمذان- قال: سمعت شعيب بن عليّ القاضي يقول: حدّثنا عبد الرّحمن بن حمدان، حدّثنا جعفر بن إبراهيم البغداديّ على باب محمّد بن الجهم السمري- حدّثنا أحمد بن عبد الله الحفار قال:
رأيت أحمد بن حنبل في النوم فقلت: يا أبا عبد الله ما صنع الله بك؟ قال: حباني