كان عندنا، أشبهك بعمرو بن قيس الملائي، قال أبو زكريا: ويقال إنه كان من الأبدال.
أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي قال:
حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريا الهاشميّ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي قال: وعمرو بن قيس الملائي كوفي ثقة من كبار الكوفيين، متعبد. وكان سفيان يأتيه يسلم عليه يتبرك به، وكان يبيع الملاء. كان إذا نظر إلى أهل السوق مكسدين قال: إني لأرحم هؤلاء المساكين، لو أن أحدهم إذا كسد في الدنيا ذكر الله، تمنى يوم القيامة أنه كان أكثر أهل الدنيا كسادا.
وقال أبو مسلم: حدثني أبي عن أبيه عبد الله قال: جاءت امرأة إلى عمرو بن قيس بثوب، فقالت: يا أبا عبد الله اشتر هذا الثوب، واعلم أن غزله ضعيف قال: فكان إذا جاءه إنسان فعرضه عليه فقال: إن صاحبته أخبرتني أنه كان في غزله ضعف، حتى جاءه رجل فاشتراه، قال: قد أبرأناك منه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبار، حدّثنا يوسف الصّفّار، حدّثنا محمّد بن عبد الله الأسديّ قال: سمعت أبا خالد الأحمر يقول: سمعت عمرو بن قيس الملائي يقول: إذا بلغك شيء من الخير فاعمل به ولو مرة تكن من أهله.
أخبرني عليّ بن الحسن بن محمّد الدّقّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصابوني، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال: وسمعته- يعني أبا عبد الله أحمد بن حنبل- يقول: عمرو بن قيس الملائي ثقة.
أخبرنا عليّ بن عبد الله المعدّل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن أبي الدنيا، حدثني محمّد بن الحسين، حدّثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثني أبي قال: لما احتضر عمرو بن قيس الملائي بكي، فقال له أصحابه: علام تبكي؟ من الدنيا، فو الله لقد كنت تبقى منغص العيش أيام حياتك!! فقال: والله ما أبكي على الدنيا، إنما أبكي خوفا أن أحرم من الآخرة.
أخبرني هبة الله ابن الحسن الطبري، أخبرنا عبيد الله بن أحمد- هو المقرئ- أخبرنا محمّد بن مخلد، حدّثنا أبو العبّاس عيسى بن إسحاق السائح، حدّثنا أبي، حدّثنا أبو خالد قال: لما مات عمرو بن قيس الملائي، رأوا الصحراء مملوءة رجالا عليهم ثياب