مائتين، فلم يزل يسلم عليه بالخلافة حتى كان يوم الثلاثاء لخمس خلون من جمادى الأولى سنة مائتين.
قال يعقوب سمعت أبا بشر بكر بن خلف قال: قد أخذ أبو شعيب بيدي فأدخلني إلى محمّد بن جعفر بن محمّد فبايعته، وأمر لي بشقة ديباج مما كان نزعه من الكعبة قال فتركته على أبي شعيب. وطرح من تلك الكسوة على الدواب، دوابه ودواب أصحابه.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا الحسن بن محمّد بن يحيى قال نا جدي قال قال أبو موسى العبّاسي: كان جدي لما ولاه المأمون اليمن خلّف عياله وثقله بمكة، فخرج بها محمّد بن جعفر في سنة تسع وتسعين ومائة، فضرب على ما كان لجدي من مال قليل وكثير، فقدم جدي إسحاق بن موسى من اليمن وقد ولاه المأمون الموسم والصلاة بأهله، فوجد محمّد بن جعفر قد حال بين أمواله وعياله، فبعث إليه:
إن حاربتني لقيت مني ما تكره. فدخل بينهم ابن أبي مسرة جد هذا الذي كان بمكة المخزوميّ القاضي، حتى ضمن له جدي ألا يحاربه إلا أن يأتيه مدد من المأمون فينفيه من مكة. فلجأ جدي إلى ذات عرق ولم يبق من أثاثه ولا من ثقله قليل ولا كثير إلا أخذه محمّد بن جعفر، فبينا جدي بذات عرق إذ أتاه عيسى الجلودي بمن معه، فانحدر إلى مكة محاربا لمحمّد بن جعفر، فوجد الكعبة قد عريت وكسوها أثواب حبر، ووجدوه قد كتب على أبواب المسجد:«جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا». فأسرع الجند ليمحوه قال: لا تمحوه واكتبوا: «بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون» ثم أخذ محمّد بن جعفر فقال: قد كنت قد حدّثت الناس بروايات لتفسد عليهم دينهم، فقم فأكذب نفسك، وأصعده المنبر وألبسه دراعة سوداء. فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إني قد حدّثتكم بأحاديث زورتها. فشق الناس الكتب والسماع الذي كانوا سمعوه منه، ثم نزل عن المنبر. فأحسن جدي رفده وأطلقه إلى المدينة. فخرج من المدينة إلى المأمون بخراسان.
أخبرنا ابن الفضل القطّان قال أنبأنا عليّ بن إبراهيم المستملي قال نا محمّد بن سليمان بن فارس قال نا البخاريّ قال محمّد بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن