أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت سليمان بن أحمد الطبراني يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: عرضت كتاب غريب الحديث لأبي عبيد على أبي، فاستحسنه وقال: جزاه الله خيرا.
أخبرنا هلال بن المحسن الكاتب، أخبرنا أحمد بن محمّد بن الجرّاح الخزاز، حدّثنا أبو بكر بن الأنباريّ، أخبرني موسى بن محمّد قال: سمعت عبد الله بن أحمد ابن حنبل يقول: كتب أبي كتاب غريب الحديث الذي ألفه أبو عبيد أولا.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن سيار قال: سمعت ابن عرعرة يقول: كان طاهر بن عبد الله ببغداد، فطمع في أن يسمع من أبي عبيد، وطمع أن يأتيه في منزله فلم يفعل أبو عبيد، حتى كان هذا يأتيه، فقدم عليّ ابن المديني، وعباس العنبري، فأرادا أن يسمعا غريب الحديث، فكان يحمل كل يوم كتابه ويأتيهما في منزلهما فيحدثهما فيه.
أخبرني عليّ بن المحسن التنوخي، حدّثنا العبّاس بن أحمد بن الفضل الهاشميّ.
وأخبرني أبو الوليد الحسن بن محمّد بن عليّ الدربندي، حدّثنا أبو القاسم عبد الله ابن محمّد بن أحمد التوزي- بالبصرة- قالا: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عليّ الهجيمي، حدثني جعفر بن محمّد بن عليّ بن المديني قال: سمعت أبي يقول: خرج أبي إلى أحمد بن حنبل يعوده- وأنا معه- قال فدخل إليه وعنده يحيى بن معين وذكر جماعة من المحدثين، قال فدخل أبو عبيد القاسم بن سلام، فقال له يحيى بن معين: اقرأ علينا كتابك الذي عملته للمأمون، غريب الحديث، فقال: هاتوه فجاءوا بالكتاب، فأخذه أبو عبيد، فجعل يبدأ يقرأ الأسانيد ويدع تفسير الغريب، قال فقال له أبي: يا أبا عبيد دعنا من الأسانيد نحن أحذق بها منك، فقال يحيى بن معين لعلي ابن المديني: دعه يقرأ على الوجه فإن ابنك محمّدا معك، ونحن فنحتاج أن نسمعه على الوجه. فقال أبو عبيد: ما قرأته إلا على المأمون، فإن أحببتم أن تقرءوه فاقرءوه.
قال فقال له عليّ بن المديني: إن قرأته علينا وإلا فلا حاجة لنا فيه. ولم يعرف أبو عبيد عليّ بن المديني، فقال ليحيى بن معين: من هذا؟ فقال هذا عليّ بن المديني، فالتزمه وقرأه علينا. فمن حضر ذلك المجلس جاز أن يقول حدّثنا، وغير ذلك فلا يقول.