وأخبرنا عليّ بن المحسن قال حدّثني أبي قال حدّثني أبو محمّد يحيى بن محمّد ابن فهد قال حدّثني ذرة الصّوفيّ قال: كنت بائتا بكلواذي على سطح عال، فلما هدأ الليل قمت لأصلي، فسمعت صوتا ضعيفا يجيء من بعد، فأصغيت إليه وتأملته شديدا، فإذا هو صوت أبي بكر الأدميّ، فقدرته منحدرا في دجلة، وأصغيت فلم أجد الصوت يقرب ولا يزيد على ذلك القدر ساعة ثم انقطع، فشككت في الأمر وصليت ونمت، وبكرت فدخلت بغداد على ساعتين من النهار أو أقل، وكنت مجتازا في السمارية، فإذا بأبي بكر الأدميّ ينزل إلى الشط من دار أبي عبد الله الموسائى العلوي التي بقرب فرضة جعفر على دجلة، فصعدت إليه وسألته عن خبره، فأخبرني بسلامته، وقلت: أين بت البارحة؟ فقال في هذه الدار. فقلت قرأت؟ قال نعم. قلت:
أي وقت؟ قال بعد نصف الليل إلى قريب من الثلث الأخير. قال فنظرت فإذا هو الوقت الذي سمعت فيه صوته بكلواذي، فتعجبت من ذلك عجبا شديدا بان له فيّ.
فقال: مالك؟ فقلت إني سمعت صوتك البارحة وأنا على سطح بكلواذي وتشككت، فلولا أنك أخبرتني الساعة بهذا على غير اتفاق ما صدقت. قال:
فاحكها للناس عني. فأنا أحكيها دائما.
حدّثني عليّ بن أبي علي المعدّل قال نبأنا أبو بكر بن أبي موسى القاضي وأبو إسحاق الطّبريّ وغيرهما قالوا سمعنا أبا جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن برية الإمام يقول: رأيت أبا بكر الأدميّ في النوم بعد موته بمديدة، فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: أوقفني بين يديه، وقاسيت شديدا، وأمورا صعبة. فقلت له: فتلك الليالي والمواقف والقرآن؟ فقال ما كان شيء أضر علي منها لأنها كانت للدنيا. فقلت له:
فإلى أي شيء انتهى أمرك؟ قال قال لي تعالى: آليت على نفسي أن لا أعذّب أبناء الثمانين. قال محمّد بن أبي الفوارس سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة فيها مات محمّد بن جعفر الأدميّ، وكان قد خلط فيما حدّث.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال سمعت أبي يسأل أبا بكر محمّد بن جعفر الأدميّ:
في أي سنة ولدت؟ فقال: يوم الأحد لعشر بقين من رجب سنة ستين ومائتين.
حدّثنا محمّد بن الحسين بن الفضل إملاء قال: توفى أبو بكر الأدميّ القارئ يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول ودفن في هذا اليوم سنة ثمان وأربعين