وحدث بها فروى عنه من أهلها بشر بن الحارث، ومحمّد بن جعفر الوركاني، وإبراهيم بن عبد الله الهرويّ. وكان زاهدا فاضلا، كريما عاقلا.
أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، حدّثنا محمّد بن عمر بن سلم الحافظ- من لفظه- حدثني علي بن إسماعيل، حدّثنا إبراهيم بن هاشم عن بشر قال: مر المعافى ببغداد فجعل يقول للملّاح، عجل عجل حتى خرج منها.
أخبرنا الجوهريّ، حدّثنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشّاب، حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد قال: المعافى بن عمران بن محمّد بن عمران بن نفيل بن جابر بن وهب بن عبيد بن لبيد بن جبلة بن غنم بن دوس بن مخاشن بن سلمة بن فهم من الأزد. كان ثقة فاضلا، خيرا صاحب سنة.
أخبرني السّكّري، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم، حدّثنا جعفر بن محمّد ابن الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي قال: قال أبو الحارث- وقد كان صحب المعافى بن عمران- قال: كان في شرف من الأزد بالموصل.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا يوسف بن عمر القواس، حدّثنا عمر بن محمّد بن الصّبّاح المقرئ قال: سمعت الجنيد قال: سمعت سريا السقطي يقول: جاء بشر بن الحارث يوم الجمعة يدخل المسجد فطرده البوابون- ظنوه سائلا- فقعد في قبة الشعراء يبكي فأتاه المعافى بن عمران قال: مالك تبكي؟ قال: طردني البوابون، لم يدعوني أدخل المسجد. قال: قد اغتممت؟ قال: نعم! قال: قم حتى أدخلك المسجد أنا، قال: ليس أريد. قال المعافى: سمعت سفيان الثوري يقول:
لا يستكمل المؤمن حقيقة الإيمان حتى يأتيه البلاء من كل مكان.
كتب إلىّ أبو الفرج محمّد بن إدريس الموصليّ يذكر أن المطهر بن محمّد الطّوسيّ حدثهم قال: حدّثنا أبو زكريا يزيد بن محمّد بن إياس الأزديّ حدّثنا عبد الله بن المغيرة الهاشميّ عن بشر بن الحارث قال: كان ابن المبارك يقول: حدثني ذاك الرجل الصالح- يعني المعافى بن عمران.
وقال أبو زكريا: حدّثنا عبد الله بن المغيرة القرشيّ عن بشر بن الحارث قال:
كان سفيان الثوري يقول للمعافى: أنت معافى كاسمك. وكان يسميه الياقوتة.