إليه، إلى أن نكب هارون البرامكة فغضب عليه، وخلده الحبس إلى أن مات فيه، وقتل جعفرا ابنه.
أخبرنا الحسن بن محمّد الخلّال، حدثنا أحمد بن محمّد بن عمران، أخبرنا أبو بكر محمّد بن يحيى النديم قال: قال يحيى بن خالد: ثلاثة أشياء تدل على عقول أربابها، الهدية، والكتاب، والرسول. وكان يقول لولده: اكتبوا أحسن ما تسمعون، واحفظوا أحسن ما تكتبون، وتحدثوا بأحسن ما تحفظون.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، حدثنا محمّد بن عمرو بن البختريّ الرزاز- إملاء- حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سفيان قال: حدثني محمّد بن أبي رجاء قال:
كان يحيى بن خالد يقعد في بيت مجتمع صغير مكتوب عليه:
كفى بملتمس التواضع رفعة … وكفى بملتمس العلو سفالا
حدثني الحسن بن أبي طالب- لفظا- حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن السّكّري، حدثنا زكريّا بن يحيى قال: حدثنا الأصمعي قال:
سمعت يحيى بن خالد يقول: الدنيا دول، والمال عارية، ولنا بمن قبلنا أسوة، ونحن لمن بعدنا عبرة.
أخبرنا أبو تغلب عبد الوهّاب بن علي بن الحسن الملحمي قال: حدثنا المعافى بن زكريّا الجريري، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثني محرز الكاتب قال:
سمعت الفضل بن مروان يقول: قال يحيى بن خالد: من لم أحسن إليه فأنا مخير فيه، ومن أحسنت إليه فأنا مرتهن به.
أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد البزّاز، حدثنا أبو سعيد الحسن بن عبد الله- أبو الأزهر النّحويّ- حدثنا الزّبير بن بكّار قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول:
كانت صلات يحيى بن خالد إذا ركب لمن تعرض له مائتي درهم، فركب ذات يوم فتعرض له أديب شاعر فقال له:
يا سمي الحصور يحيى أتيحت … لك من فضل ربنا جنتان
كل من مر في الطريق عليكم … فله من نوالكم مائتان
مائتا درهم لمثلي قليل … هي منكم للقابس العجلان
قال يحيى: صدقت. وأمر بحمله إلى داره، فلما رجع من دار الخليفة سأله عن حاله فذكر أنه تزوج وقد أخذ بواحدة من ثلاث، إما أن يؤدي المهر وهو أربعة