للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنك تريد أن تدخل على في حديثي فاجتهد جهدك لا أرعى الله عليك إن أرعيت، أحفظ ثلاثة وعشرين ألف حديث ولا بغى. لا أقامني الله إن كنت لا أقوم بحديثي.

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: سمعت أحمد بن خالد قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: سمعت حديث الفتون مرة فحفظته. قال: وسمعت يزيد يقول: أحفظ عشرين ألفا، فمن شاء فليدخل فيها حرفا.

أخبرنا ابن رزق، أخبرنا المزكى، أخبرنا السراج قال: سمعت زياد بن أيّوب يقول: ما رأيت ليزيد بن هارون كتابا قط ولا حديثا إلا حفظا وكنت رأيته قبل أن يذهب بصره بواسط.

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا الفضل- يعني ابن زياد- قال: سمعت أبا عبد الله وقيل له: يزيد بن هارون له فقه؟

قال: نعم! ما كان أفطنه وأذكاه وأفهمه. قيل له: فابن علية؟ فقال: كان له فقه، إلا أني لم أخبره خبري يزيد بن هارون، وما كان أجمع أمر يزيد، صاحب صلاة حافظ متقن للحديث، صرامة وحسن مذهب.

أخبرني الخلّال، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أخبرنا الحسين بن محمّد بن عفير قال: قال أبو جعفر أحمد بن سنان: ما رأينا عالما قط أحسن صلاة من يزيد بن هارون يقوم كأنه أسطوانة، كان يصلي بين المغرب والعشاء والظهر والعصر لم يكن يفتر من صلاة الليل والنهار هو وهشيم، جميعا معروفين بطول الصّلاة في الليل والنهار.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حدثني أبي قال: يزيد بن هارون واسطي سلمى، يكنى أبا حذيفة. ثبت في الحديث، وكان متعبدا حسن الصّلاة جدّا. وكان قد عمى، كان يصلي الضحى ست عشرة ركعة، بها من الجودة غير قليل. وقال: ما أحب أن أحفظ القرآن حتى لا أخطئ فيه شيئا لئلا يدركني ما قال رسولالله في الخوارج «يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية» (١).

خبرنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن حمدون القاضي بيعقوبا، أخبرنا عبيد الله


(١) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.

<<  <  ج: ص:  >  >>