ومات بعده بأشهر أخوه الأديب البليغ شهاب الدين أحمد بن محمد عن سبع وثمانين سنة. وله نظم، ونثر، ومعرفة بالتواريخ. دخل اليمن ومدح الكبار. وخدم في الديوان. وروى عن ابن عبد الدايم وجماعة. ثم اختلط قبل موته بسنة أو أكثر، وربما ثاب إليه وعيه.
ومات في ربيع الأول الإمام المحدث التقي محب الدين عبد الله بن أحمد بن المحب المقدسي، عن خمس وخمسين سنة. وشيعه الخلق. روى عن الفخر وجماعة. وطلب الحديث سنة سبع وتسعين فقرأ الكثير، وتعب، وخرج، وأفاد العامة. وكان لعبارته وقعٌ عجيبٌ في النفوس، ومحاسنه كثيرة.
ومات في الشهر بحماة المحدث المفيد ناصر الدين محمد بن طغريل الصيرفي عن نيف وأربعين سنة. قرأ الكثير، وتعب، ورحل، وخرج، وقرأ للعوام. حدث عن أبي بكر بن عبد الدايم، وعيسى الدلال. ومات غريباً. الله يسامحه.
ومات شيخ نابلس ومفتيها القدوة شمس الدين عبد الله بن العفيف محمد بن يوسف الحنبلي في ربيع الآخر وله ثمان وثمانون سنة. روى عن السبط إجازة، وعن خطيب مردا حضوراً، وعن عم أبيه الجمال عبد الرحمن. أمّ بمسجد الحنابلة نحواً من سبعين سنة وتأسفوا عليه.