ومات بقاسيون شيخ الفقراء أبو عبد الله محمد بن أبي الزهر الغسولي عن ثلاث وثمانين سنة. روى عن إبراهيم بن خليل حضوراً، وعن العماد بن عبد الهادي، وابن عبد الدايم، وجماعة. وله زاوية ومريدون.
ومات بمصر مسندها العدل شرف الدين يحيى بن يوسف المقدسي، له إجازة ابن رواج، وابن الجميزي. وروى الكثير وتفرد. توفي في جمادى الآخرة عن نيف وتسعين سنة.
ومات في دمشق في رجب الفقيه العالم شمس الدين محمد بن أيوب ابن علي الشافعي ابن الطحان نقيب الشامية، والسبع الكبير، وله خمس وثمانون سنة وأشهر. سمع من عثمان بن خطيب القرافة، ومن الكرماني، والزين خالد.
ومات الشيخ محمد بن عبد الله بن المجد إبراهيم المصري المرشدي الزاهد في رمضان بقريته منية مرشد كهلاً. وقد قرأ في التنبيه والقرآن وانقطع بزاويته له، فكان يقري الضيفان وربما كاشف. وللناس فيه اعتقاد زائد، ويخدم الواردين، ويقدم لهم ألوان المآكل، ولا خادم عنده، حتى قيل: أطعم الناس في ليلة ما قيمته مائة دينار، وأنه أطعم في ثلاث ليال متوالية ما قيمته ألف دينار. وزاره أمراء وكبراء، وبعد صيته حتى أن بعض الفقهاء يقول: كان مخدوماً. وبلغني أنه كان في عافية فأرسل إلى القرى المجاورة له: احضروا فقد عرض أمر مهم، ثم دخل خلوته فوجدوه ميتاً. قيل: قرأ ختمةً على الصائغ.