للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصالحي، وحلفت له الأمراء، وجلس على كرسي الملك يوم الأربعاء تاسع جمادى الأولى، وأخذ الناصر فعذب حتى هلك بعد أيام، وكانت دولته في الكرة الثانية ست سنين وسبعة أشهر. ولما وصل الخبر إلى دمشق بذلك، وحلفت الأمراء ونودي في دمشق بالعدل وإزالة المظالم، تنمر لذلك نائب الشام الأمير سيف الدين بيدمر الخوارزمي، وكان في أنفس المصريين منه بعض ما فيها لتوجهه عند الناصر. وأخرج من القاهرة إلى الشام على نيابة طرابلس الأمير سيف الدين تومان تمر، الذي كان ثالث الأمراء في المشورة، ونقل تمر المهمندار من نيابة غزة إلى دمشق حاجباً، ثم مات في شوال عن سن عالية، وأفرج عمن كان اعتقلهم الناصر بالإسكندرية من الأمراء وهم: الأمير شهاب الدين بن صبح نائب صفد، وسيف الدين طنيرق في نيابة حماة، وآقطمر عبد الغني نائب طرابلس، وطيدمر الإسماعيلي حاجب دمشق في آخرين. وأخرج الأمير سيف الدين طاز إلى القدس، وقد كان اعتقله الناصر بالكرك ثم أكحله، ثم قدم دمشق في ذي الحجة.

وفي العشر الأوسط من ذي الحجة

تغلب الأمير سيف الدين بيدمر نائب دمشق عليها، وأنفق على رجال القلعة بعد موت نائبها برتاق وحلفهم على السمع والطاعة والقيام معه في مصالح المسلمين، ثم حلف أمراء دمشق على نحو ذلك، وقد كان حضر من طرابلس إلى دمشق الأمير سيف الدين أسندمر - الذي كان نائباً في العام الماضي - فحلف مع الأمراء ثم راسلوا النواب بذلك، فكتب إليهم منجك من القدس بموافقتهم والقيام معهم، وأنهم ليسوا براضين بالطاعة ليلبغا الناصري أنه قتل الناصر محاضر وشقوا العصا ونصبوا راية الخلاف، ثم حضر إلى دمشق الأمير سيف الدين تومان تمر نائب طرابلس في عاشر رمضان ونزل

<<  <  ج: ص:  >  >>