أخبارياً، حاضر الجواب، غزير الحفظ، توفي وقد قارب التسعين.
وابن السَّلم، قاضي الجماعة، أبو بكر محمد بن إسحاق بن منذر الأندلسي، وله خمس وستون سنة كان رأساً في الزهد والعبادة وسمع أحمد بن خالد وأبا سعيد بن الأعرابي منه بمكة توفي في رمضان، وقد ذكر سهواً سنة خمس.
وابن قريعة، القاضي البغدادي، أبو بكر محمد بن عبد الرحمن، أخذ عن أبي بكر بن الأنباري وغيره، وكان ظريفاً مزّاحاً، صاحب نوادر وسرعة جواب، وكان نديماً للوزير المهلّبي، ولي قضاء بعض الأعمال، وقد نيّف على الستين.
وابن القوطيّة، أبو بكر محمد بن عمر القرطبي النحوي، كان رأساً في اللغة والنحو، حافظاً للأخبار وأيام الناس، فقيهاً محدثاً متقناً، كثير التصانيف، صاحب عبادة ونسك، كان أبو علي القالي يبالغ في تعظيمه. توفي في ربيع الأول، وقد روى عن سعيد بن جابر، وظاهر بن عبد العزيز وطبقتهما.
وابن بقيّة، الوزير نصر الدولة أبو الطاهر، محمد بن محمد بن بقيّة بن علي، أحد الرؤساء والأجواد، تنقلت به الأحوال، ووزر لعز الدولة بختيار، وقد كان أبوه فلاحاً بأوانا، ثم عزل وسمل، ولما تملَّك عضد الدَّولة، قتله وصلبه في شوال، ورثاه محمد بن عمر الأنباري بكلمته السايرة البديعة: