الحمّامي، وتقدّم في الفقه والتفسير وألأصول والعربية واللغة، وحدّث عن أبي الحسن بن المتيّم وأبي عمر بن مهدي والكبار، توفي في نصف جمادى الأوّل، عن ثمان وثمانين سنة. قال أبو علي ابن سكرة: قرأت عليه ختمة لقالون، وكان كبير بغداد وجليلها، وكان يقول: كل الطوائف تدَّعيني.
وأبو يوسف القزويني، عبد السلام بن محمد بن يوسف بن بندار، شيخ المعتزلة وصاحب التفسير الكبير، الذي هو أزيد من ثلاثمئة مجلد، درس الكلام على القاضي عبد الجبار بالريّ، وسمع منه ومن أبي عمر بن مهدي الفارسي، وتنقل في البلاد، ودخل مصر، وكان صاحب كتب كثيرة، وذكاء مفرط، وتبحُّرٍ في المعارف، واطلاع كثير، إلاّ أنه كان داعيةً إلى الاعتزال، مات في ذي القعدة، وله خمس وتسعون سنة وأشهر.
وأبو الحسن الحصري المقرئ الشاعر، نزيل سبتةّ، علي بن عبد الغني الفهري، وكان مقرئاً محققاً، وشاعراً مفلقاً، مدح ملوكاً ووزراء.
والمعتمد على الله، أبو القاسم محمد بن المعتضد عبّاد بت القاضي محمد ابن إسماعيل اللَّخمي الأندلسي، صاحب الأندلس، كان ملكاً جليلاً، وعالماً ذكياً، وشاعراً محسناً، وبطلاً شجاعاً، وجواداً ممدّحاً، كان بابه محطَّ الرِّحال، وكعبة الآمال، وشعره في الذروة العليا، ملك من الأندلس، من الرِّحال، وكعبة الآمال، وشعره في الذروة العليا، ملك من الأندلس، من المدائن والحصون والمعاقل، مئة وثلاثين مسوّراً، وبقي في المملكة نيِّفاً وعشرين سنة، وقبض عليه أمير المسلمين ابن تاشفين، لمّا قهره وغلب على ممالكه،