إلى متابعته، وصنّف لهم تصانيف مختصرات. وقوى أمره في سنة خمس عشرة وخمس مئة. فلما كان في سنة سبع عشرة جهّز عسكراً من المصامدة أكثرهم من أهل تينملّ والسوس وقال: اقصدوا هؤلاء المارقين من المرابطين، فادعوهم إلى إزالة البدع والإقرار بالإمام المعصوم: فإن أجابوكم وإلا فقاتلوهم. وقدّم عليهم عبد المؤمن. فالتقاهم الزبير ولد أمير المسلمين. فانهزمت المصامدة ونجا عبد المؤمن. ثم التقوهم مرّةً أخرى فنصرت المصامدة واستفحل أمرهم، وأخذوا في شنّ الإغارات على بلاد ابن تاشفين، وكثر الداخلون في دعوتهم، وانضمّ إليهم كل مفسدٍ ومريب، واتَّسعت عليهم الدنيا، وابن تومرت في ذلك كله لون واحد من الزهد والتقلّل والعبادة وإقامة السنن والشعائر، لولا ما أفسد القضية بالقول بنفي الصفات كالمعتزلة، وبأنّه المهديُّ، وبتسرّعه في الدماء. وكان ربما كاشف أصحابه ووعدهم بأمور فتوافق، فيفتنون به. وكان كهلاً أسمر عظيم الهامة ربعةً حديد النظر مهيباً طويل الصمت حسن الخشوع والسمت وقبره مشهور معظم ولم يملك شيئاً من المدائن إنما مهّد الأمور وقرّر القواعد فبغته الموت. وكانت الفتوحات والممالك لعبد المؤمن. وقد طولت ترجمة هذين في تاريخي الكبير. والله أعلم.
والآمر بأحكام الله أبو علي منصور بن المستعلي بالله أحمد بن المستنصر بالله معد بن الظاهر بن الحاكم العبيديُّ الرافضيُّ صاحب مصر. كان فاسقاً مستهتراً ظالماً، امتدت دولته. ولما كبر وتمكّن قتل وزيره الأفضل، وأقام في الوزارة البطائحي المأمون، ثم صادره وقتله. ولي الخلافة سنة خمس وتسعين