تحركي، وأنا بينك وبين الوحي. قال:«فلا تفعل يا أبا أيوب. ألا أعلِّمك كلمات إذا قلتهن بالغداة عشر مرات وبالعشي عشر مرات أعطيت بهنَّ عشر حسنات، وكُفِّر عنك بهنَّ عشر سيئات، ورُفع لك بهن عشر درجات، وكنَّ لك يوم القيامة كعدل عشر محرِّرين؟ تقول: لا إله إلا الله له الملك وله الحمد لا شريك له» . كذا في الكنزل.
وعند الطبراني أيضاً عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: لما نزل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: - بأبي وأبي - إني أكره أن أكون فوقك وتكون أسفل مني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنَّ أرفق بنا أن نكون في السفل لما يغشانا من الناس» . فلقد رأيت جرة لنا انكسرت فأُهريق ماؤها، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا ما لنا لحاف غيرها ننشف بها الماء فرقاً من أن يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مناشيء يؤذيه. فكنا نصنع طعاماً فإذا ردَّ ما بقي منه تيممنا موضع أصابعه فأكلنا منها نريد بذلك البركة. فرّد علينا عشاءه ليلة وكنا جعلنا فيه ثوماً أو بصلاً فلم نرَ فيه أثر أصابعه. فذكرت له الذي كنا ننصع والذي رأينا من ردِّه الطعام ولم يأكل، فقال:«إني وجدت منه ريح هذه الشجرة وأنا رجل أناجَي فلم أحب أن يوجد مني ريحه، فأما أنتم كفُلوه» ، كذا في الكنز. وهكذا أخرجه الحاكم إلاَّ أنه لم يذكر: فكنا نصنع طعاماً - إلى آخره، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرِّجاه، ووافقه الذهبي.