النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه، فجعلت أبكي، فرفع رأسه فقال:«ما يبكيك؟» قالت: خفنا عليك ولا ندري ما نلقي من الناس بعدك يا رسول الله؟ قال:«أنتم المستضعفون بعدي» . قال الهيثمي: وفي يزيد بن أبي زياد وضعَّفه جماعة.
وداعه صلى الله عليه وعلى آله وسلم
وصيته عليه السلام قبل الوفاة في تكفينه وغسله والصلاة عليه وغيرها
أخرج البزَّار عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: نُعي إلينا حبيبنا - ونبينا - بأبي هو، ونفسي له الفداء - قبل موته بست. فلما دنا الفراق جمعنا في بيت أمنا عائشة رضي الله عنها، فنظر إلينا فدمعت عيناه، ثم قال: «مرحباً بكم، وحياكم الله، وحفظكم الله، آواكم الله، ونصركم الله، رفعكم الله، هداكم الله، رزقكم الله، وفقكم الله، سلمكم الله، قبلكم الله، أوصيكم بتقوى الله، وأوصي الله بكم وأستخلفه عليكم. إنِّي لكم نذير مبين أن لا تعلوا على الله في عباده وبلاده، فإنَّ الله قال لي ولكم:{تِلْكَ الدَّارُ الاْخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ}{عُلُوّاً فِى الاْرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}(سورة الزمر، الآية: ٣) وقال: {أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لّلْمُتَكَبّرِينَ}(سورة الزمر، الآية: ٦٠) .
ثم قال:«قد دنا الأجل، والمنقلب إلى الله، وإلى سدرة المتهى، وإلى جنة المأوى، والكأس الأوفى، والرفيق الأعلى» - أحسبه قال - فقلنا: يا رسول الله، فمن يغسلك إذاً؟ قال:«رجال أهل بيتي الأدنى فالأدنى» . قلنا: ففيم