الله عنه فقال له: إنا قد أعطيناهم العهد، فقال له غرفة: معاذ الله أن نعطيهم العهد على أن يظهروا شتم النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أعطيناهم العهد على أن نخلِّي بينهم وبين كنائسهم يقولون فيها ما بدا لهم، وأن لا نحمِّلهم ما لا يطيقون، وإن أرادهم عدو قاتلنا دونهم، وعلى أن نخلِّي بينهم وبين أحكامهم إلا أن يأتونا راضين بأحكامنا، فنحكم فيهم بحك مالله عز وجل وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم وإن اعتنوا عنَّا لم نعرض لهم. فقال عمرو: صدقت. كذا في الاستيعاب. وأخرجه البخاري في تاريخه عن نُعيم بن حمّاد عن عبد الله بن المبارك عن حرملة بإسناده نحوه، وإسناده صحيح، كما في الإِصابة.
وأخرجه الطبراني عن غرفة بن الحارث رضي الله عنه - وكانت له صحبة وقاتل مع عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه باليمن في الردّة - أنه مرَّ بنصراني من أهل مصر يقال له المندقون، فدعاه إلى الإِسلام، فذكر النصراني النبي صلى الله عليه وسلم فتناوله، فرفع ذلك إلى عمرو بن العاص رضي الله عنه، فأرسل إليه فقال: قد أعطيناهم العهد - فذكر نحوه. قال الهيثمي: وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث. قال: عبد الملك بن سعيد الليث ثقة مأمون وضعَّفه جماعة وبقية رجاله ثقات اهـ. وأخرجه البيهقي نحوه.