ستين مسكيناً» قال: لا أجد، فأُتي النبيُ صلى الله عليه وسلم بعَرَق فيه تمر - قال إبراهيم: العَرَق المِكْتَل - فقال:«أين السائل؟ تصدَّق بها» قال: على أفقر مني؟ والله ما بين لابتيها أهلبيت أفقر منا، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، قال:«فأنتم إذاً» .
(حديث أبي ذر وابن مسعود في ضحكه عليه السلام)
وأخرج الترمذي في الشمائل (ص١٦) عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إني لأعلم أول رجل يدخل الجنة وآخر رجل يخرج من النار، يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه وتُخبأ عنه كبارها، فيقال له: عملت يوم كذا كذا وكذا، وهو مقر لا ينكر وهو مُشْفق من كبارها، فيقال اعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة فيقول: إنَّ لي ذنوباً ما أراها ههنا» قال أبو ذر: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه. وعنده أيضاً عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إني لأعرف آخر أهل النار خروجاً رجل يخرج منها زحفاً فيقال له: انطلق فأدخل الجنة» قال: «فيذهب ليدخل الجنة فيجد الناس قد أخذوا المنازل فيرجع فيقول: يا رب قد أخذ الناس المنازل، فيقال له: أتذكر الزمان الذي كنت فيه؟ فيقول: نعم، قال: فيقال له: تمنَّ، قال: فيتمنَّى، فيقال له: فإن لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا، قال: فيقول: أتسخر مني وأنت الملِك» قال: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه.