فجاءته ومعها عمة منكرة، فقالت: إن سألك فقولي: استحلفني فكرهت أن أكذب. فقال لها عمر: ما حملك على ما قلت؟ قالت: إنه استحلفني فكرهتُ أن أكذب، فقال عمر: بلى فلتكذب إحداكم وليتجمُل فليس كل البيوت تُبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام، كذا في الكنز.
(قصة عاتكة بنت زيد بن عمرو)
وأخرج وكيع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: كانت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنهما عند عبد الله بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وكان يحبها حباً شديداً، فجعل لها حديقة على أن لا تَزَوَّج بعده، فرُمي بسهم يوم الطائف فانتقَض بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبعين ليلة فمات، فرثته عاتكة فقالت:
وآليتُ لا تنفك عيني سخينة
عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
مدى الدهر ما غنَّت حمامةُ أيكةٍ
وما طرد الليلُ الصباحَ المنوَّرا
فخطبها عمر بن الخطاب رضي الله عنه قالت: قد كان أعطاني حديقة (على) أن لا أتزوج، قال: فاستفتي، فاستفتت عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: ردِّي الحديثة إلى أهله وتزوَّجي، فتزوجها عمر فسرَّح إلى عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم علي بن أبي طالب وكان أخا عبد الله بن أبي بكر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال علي لعمر: إئذن لي فأكلمها، فقال كلمها. فقال: يا عاتكة: