فقال عمر: لهَذا أعجب إليَّ من الأول؛ فبعثه قاضياً لأهل البصرة. وأخرجه اليَشْكري عن الشعبي بمعناه أطول منه وفيه: فقال لها عمر: أصدقيني ولا بأس بالحق، فقالت: يا أمير المؤمنين إني امرأة لأشتهي ما تشتهي النساء. وعند عبد الرزاق عن قَادة قال: جاءت امرأة إلى عمر فقالت: زوجي يقوم الليل ويصوم النهار، قال: أفتأمريني أن أمنعه قيام الليل وصيام النهار؟ فانطلقت ثم عادت بعد ذلك، فقالت له مثل ذلك فرد عليها مثل قوله الأول، فقال له كعب ابن سُور: يا أمير المؤمنين إنَّ لها حقاً، قال: وما حقُّها؟ قال: أحل الله له أربعاً، فاجعل واحدة من الأربع. لها في كل أربع ليالٍ ليلة، وفي كل أربعة أيام يوم؛ فدعا عمر زوجها وأمره أن يبيت معها من كل أربع ليالٍ ليلة، ويفطر من كل أربعة أيام يوماً، كذا في الكنز (٨٣٠٧ و٣٠٨) . وأخرجه ابن أبي شيبة من طريق ابن سيرين والزبير بن بكار في الموفقيت من طريق محمد بن معن وابن دريد في الأخبار المنثورة عن أبي حاتم السجستان عن أبي عبيدة وله طرق. كذا في الإصابة.
(قصة أبي غرزة وزوجته عند عمر)
وأخرجه ابن جرير عن أبي غَرْزة رضي الله عنه أنه أخذ بيد ابن الأرقم رضي الله عنه فأدخله على امرأته، فقال: أتبغضيني؟ قالت: نعم، قال له ابن الأرقم: ما حملك على ما فعلت؟ قال: كثرت عليَّ مقالة الناس، فأتى ابن الأرقم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخبره، فأرسل إلى أبي غَرْزة فقال له: ما حلك على ما فعلت؟ قال: كثرت عليَّ مقالة الناس، فأرسل إلى امرأته