يُنفرون الأباعر، فقال الناس بعضهم لبعض: ما للناس؟ قالوا: أُوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجنا مع الناس نوجف، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته عند كُراع الغميم، فاجتمع الناس عليه فقرأ عليهم {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً} قال: فقال رجل من أصحاب رسول الله: أي رسول الله أَوَ فَتْحٌ هو؟ قال صلى الله عليه وسلم «إي، والذي نفس محمد بيده إنه لفتح» فذكر الحديث. ورواه أبو داود في الجهاد، كما في التفسير لابن كثير. وأخرج البخاري عن البراء رضي الله عنه قال: تعُدُّون أنتم الفتح فتح مكة وقد كان فتح مكة فتحاً، ونحن نَعُدُّ الفتح بَيْعة الرضوان يوم الحديبية - فذكر الحديث، كما في التفسير لابن كثير. وأخرجه ابن جرير في تفسيره عن البراء نحوه وعن جابر قال: ما كنا نَعُد الفتح إلاَّ يوم الحديبية.
قصة نيل مصر في عهد عمر رضي الله عنه
وأخرج الحافظ أبو القاسم اللالكائي في السنة عن قيس بن حجاج عمن حدثه قال: لمَّا فُتحت مصر أتى أهلُها عمرو بن العاص رضي الله عنه وكان أميراً بها حين دخل بؤنة - من أشهر العجم - فقالوا: أيها الأمير، إنَّ لنيلنا هذا سُنَّة لا يجري إلا بها، قال: وما ذاك؟ قالوا: إذا كانت اثنتا عشرة ليلة خلت من هذا الشعر، عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها، فأرضينا أبويها، وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في النيل، فقال لهم عمرو: