إن هذا لا يكون في الإِسلام، إن الإسلام يهدم ما كان قبله، فأقاموا بؤنة والنيل لا يجري حتى هموا بالجلاء، فكتب عمرو رضي الله عنه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بذلك، فكتب إليه عمر إنك قد أصبت بالذي فعلتَ، وقد بعثت إليك ببطاقة داخل كتابي هذا فألقها في النيل - فذكر الحديث كما سيأتي في باب التأييدات الغيبية في تسخير البحار وفي آخره: فألقى البطاقة في النيل فأصبحوا يوم السبت وقد أجرى الله النيل ستة عشر ذراعاً في ليلة واحدة، قد قطع الله تلك السُّنَّة عن أهل مصر إلى اليوم. كما في التفسير لابن كثير. وأخرجه أيضاً ابن عساكر وأبو الشيخ وغيرهما.
تقحّم العلاء بن الحضرمي البحر بالمسلمين
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن سَهْم بن مِنْجاب قال: غزونا مع العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه فسرنا حتى أتينا دارين والبحر بيننا وبينهم، فقال: يا عليهم، يا حليم، يا علي، يا عظيم، إنا عبيدك، وفي سبيلك، نقاتل عدوك، اللهمّ فاجعل لنا إليهم سبيلاً، فتقحَّم بنا البحر فخضنا ما يبلغ لبودنا الماء، فخرجنا إليهم، وأخرجه أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه نحوه وزاد: فلما رآنا ابن مُكَعْبر - عامر كسرى - قال: لا والله لا نقاتل هؤلاء ثم قعد في سفينة فلحق بفارس. وأخرجه أبو نُعيم في الدلائل (ص٢٠٨) عن أبي هريرة والطبراني عنه، وابن أبي الدنيا عن سَهْم بن مِنْجاب، والبيهقي عن أنس رضي الله عنه كما ستأتي أحاديث هؤلاء في تسخير البحار، وستأتي أحاديث عبور سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه دجلة يوم