للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبير فتحٍ وكبر المسلمون، ثم ضربها الثانية فكذلك، ثم الثالثة فكذلك، وذكر ذلك سلمان والمسلمون لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسألوه عن ذلك النور فقال: «لقد أضاء لي من الأولى قصور الحيرة ومدائنكسرى كأنها أنياب الكلاب، فأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها، ومن الثانية أضاءت القصور الحمر من أرض الروم كأنها أنياب الكلاب، وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها. ومن الثالثة أضاءت قصور صنعاء كأنها أنياب الكلاب، وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها فأبشروا» واستبشر المسلمون وقالوا: الحمد لله موعود صادق، قال: زلمَّا طلعت الأحزاب قال المؤمنون: {هذا ما وعدنا اوروسله وصدق ا} {وروسله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما} (سورة الأحزاب، الآية ٢٢) وقال المنافقون: يخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وأنها تفتح لكم وأنتم تحفرون الخندق لا تستطيعون أن تبرزوا؟ فنزل فيهم: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} {ماوعدنا اوروسله إلا غرورا} (سورة الأحزاب، الآية ١٢) ؛ وقال ابن كثير في البداية: وهذا حديث غريب.

وقد أخرج الطبراني في حديث طويل عن ابن عباس رضي الله عنهما كما سيأتي في التأييدات الغيبية في بركة طعامهم في المغازي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «دعوني فأكون أول من ضربها» فقال: «بسم الله» ، فضربها فوقعت فِلقةٌ ثلثُها، فقال: «الله أكبر قصور الروم وربِّ الكعبة» ، ثم ضرب أخرى فوقعت فلقة، فقال: «الله أكبر قصور فارس وربِّ الكعبة» ، فقال عندها المنافقون: نحن نخندق على أنفسنا وهو يَعِدخنا قصور فارس والروح؟ قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل ونُعيم العنبري وهما ثقتان.

<<  <  ج: ص:  >  >>