للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعند ابن أبي حاتم عن عطاء ابن أبي رباح قال: أتيت ابن عباس وهو ينزع من ماء زمزم وقد ابتلت أسافل ثيابه، فقلت له: قد تُكُلِّم في القدر، فقال: أوَقَد فعلوها؟ قلت: نعم، قال: فوالله ما نزلت هذه الآية إلاَّ فيهم {ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ} {إِنَّا كُلَّ شَىْء خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (سورة القمر، الآيتان: ٤٨ و٤٩) أولئك شرار هذه الأمة، فلا تعودوا مرضاهم، ولا تصلُّوا على موتاهم، إن رأيت أحداً منهم فقأت عينيه بأصبعيَّ هاتين. كذا في التفسير لابن كثير. وأخرج أبو نُعيم في الحلية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لوددتُ أنَّ عندي رجلاً من أهل القدر فوجأت رأسه قالوا: ولم ذاك؟ قال: لأن الله تعالى خلق لوحاً محفوظاً من درة بيضاء، دفّتاه ياقوتة حمراء، قلمه نور، وكتابه نور، وعرضه ما بين السماء والأرض، ينظر فيه كل يوم ستين وثلاثمائة نظرة، يخلق بكل نظرة، ويحيي ويميت، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء.

مقاطعة ابن عمر لصديق له تكلم في القدر

وأخرج أحمد عن نافع قال: كان لابن عمر رضي الله عنهما صديق من أهل الشام يكاتبه، فكتب إليه عبد الله بن عمر أنه بلغني أنك تكلَّمت في شيء من القدر، فإياك أن تكتب إليَّ: فإن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سيكون في أمتي أقوام يكذِّبون بالقدر» . وأخرجه أبو داود عن أحمد بن حنبل به، كما في التفسير لابن كثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>