للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم فسألته، فأتته وكان عنده أم أيمن رضي الله عنها، فدقت الباب فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأم أيمن: «إنَّ هذا لَدَقُّ فاطمة، ولقد أتتنا في ساعة ما عودتنا أن تأتينا في مثلها» ، فقالت: يا رسول الله هذه الملائكة طعامها التهليل والتسبيح والتحميد ما طعامنا؟ قال: «والذي بعثني بالحق ما اقتبس في بيت آل محمد منذ ثلاثين يوماً، ولقد أتتنا أعنز، فإن شئت أمرنا لك بخمسة أعنز، وإن شئت علمتك خمس كلمات علمنيهنَّ جبريل» ، فقالت: بل علمني الخمس كلمات التي علمكهنَّ جبريل، قال: «قولي: ياأول الأولين، ويا آخر الآخرين، وياذا القوة المتين، ويا راحم المساكين، ويا أحرم الراحمين» فانصرفت فدخلت على عليَ فقال: ما وراءك؟ فقالت: ذهبت من عندك للدنيا وأتيتك بالآخرة، فقال: خير أيامك. كذا في الكنز وقال: ولم أرَ في رواته من جُرح إلا أن صورته صورة المرسل، فإن كان سويد سمعه من علي فهو متصل.

قول أبي موسى في سبب صد الناس عن الآخرة

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا مع أبي موسى رضي الله عنه في مسيرٍ له، فسمع الناس يتحدَّثون، فسمع فصاحة فقال: ما الي يا أنس؟ هلمَّ فلنذكر ربنا فإن هؤلاء يكاد أحدهم أن يفريَ الأديم بلسانه ثم قال لي: يا أنس ما أبطأ بالناس عن الآحرة وما ثبَّرهم عنها؟ قال: قلت: الشهوات والشيطان، قال: لا والله، ولكن عُجِّلت لهم الدنيا وأُخرت الآخرة ولو عاينوا ما عَدَلوا وما ميّلوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>